اختطاف أمين عام المؤتمر .. صفعة لوطن ينزف من همجية الحوثي
قبل 5 دقيقة
مرة أخرى، يمد الحوثي يده الملطخة بالدماء ليغتال ما تبقى من معنى السياسة في اليمن. باختطافه أمين عام المؤتمر الشعبي العام، عازي الأحول، أثبت للعالم أجمع أنه ليس سوى عصابة مأجورة تعيش على الخراب، ولا تعرف من الحزبية إلا قمع الخصوم، ولا من التعددية إلا كسر الأقلام وتكميم الأفواه
.
إنها ليست حادثة عابرة، بل جريمة سياسية مدوية، تُعرّي مشروعًا طائفيًا غريبًا عن اليمنيين، مشروعًا يكره الحرية كما يكره النور، ويؤمن بالبطش كما يؤمن العطشان بالسراب. جريمة تؤكد أن الحوثي لا يرى في اليمن إلا مزرعة بائسة تابعة لطهران، ولا في شعبها إلا قطيعًا مسلوب الإرادة.
أي قانون على وجه الأرض يبرر اختطاف سياسي يمني أيًا كان توجهه؟، وأي منطق يبيح تقويض حرية حزب وطني بقرارٍ من مليشيا لا تجيد سوى لغة السلاح؟!. ما حدث ليس إلا إعلانًا رسميًا بأن الحوثي لا يطيق الرأي الآخر، ولا يعترف إلا بصوت واحد: صوت الرصاص القادم من جحور الطائفية. وبهذه الجريمة يطلق الحوثي رصاصة جديدة على ما تبقى من هامش للحريات في اليمن، ويؤكد أنه كيان دخيل لا يؤمن بالتعايش ولا يحترم إرادة اليمنيين
لقد تحوّل اليمن في عهد هذه العصابة إلى سجن كبير، لا صحافة، لا أحزاب، لا صوت إلا صوت "الصرخة" الزائفة، ولا منبر إلا منابر الموت والدمار. كل من يخالفهم مصيره الزنازين أو القبور، وكل من يعارضهم يُختطف كما اختُطف الأمين العام.
لكن على الحوثي أن يفهم، أن إرادة اليمنيين أكبر من زنازينه، وأن صوت المؤتمر أقوى من رصاصاته، وأن اختطاف الرجال لن يُطفئ جذوة وطنٍ تعلّم أن ينهض من تحت الركام. فالمؤتمر حزب الوسطية والاعتدال وُجد ليبقى، وليقاوم مشروع الظلام، وليحمل شعلة الجمهورية مهما تكالبت عليه خفافيش الليل.
هذه الجريمة المزلزلة ليست إلا دليلًا جديدًا على أن الحوثي عدو للحياة، خصم للحرية، وغريب على قيم اليمنيين. وسيأتي اليوم الذي تُكسر فيه قيوده، ويُحاكم قادته أمام الشعب والتاريخ، بوصفهم مجرمي حرب لا سياسيين.
حقيقة، هذه الجريمة المروعة تستدعي موقفًا وطنيًا صارمًا، ورسالة واضحة بأن اليمنيين لن يقبلوا تحويل وطنهم إلى سجن كبير تديره عصابة لا شرعية لها. فصوت المؤتمر سيبقى عاليًا، وإرادة الشعب ستظل صلبة، ولن ترهبها أفعال طائفة اختارت أن تعيش في مستنقع الهمجية والتبعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news