وداعًا سالم غالب
قبل 1 دقيقة
فُجع الوسط الصحفي والإعلامي في حضرموت برحيل الكاتب والصحفي سالم غالب بن بريك، الذي طوى صفحة حافلة بالعطاء المهني والنقابي والوطني، تاركًا إرثًا ثريًا من المواقف والمساهمات التي ستظل شاهدة على مسيرته
.
لم يكن الراحل مجرد صحفي عابر، بل كان أحد أبرز الوجوه الإعلامية التي كرّست حياتها للعمل الصحفي والدفاع عن شرف المهنة. بدأ مشواره مبكرًا متنقّلًا بين مواقع ومسؤوليات متعددة؛ من عمله في وكالة أنباء عدن، ومندوبًا لمكتب الإعلام وصحيفة الشرارة في عدن قبل الوحدة، وصولًا إلى إسهاماته في عدد من الصحف الوطنية، فضلًا عن مبادراته القيمة ومنها مشاركته في تأسيس مكتب وكالة أنباء عدن في حاضرة حضرموت «المكلا». وعبر تلك المحطات، صاغ «سالم غالب» تجربة مهنية راسخة جعلت منه شخصية حاضرة في التحولات التي شهدها المشهد الإعلامي آنذاك.
كما عُرف الفقيد بحرصه على التوثيق الصحفي؛ إذ لم يكن يكتفي بتغطية الحدث، بل كان يسعى لتأصيله وحفظه في ذاكرة الأجيال. ولا يزال الكثير من زملائه يذكرون مبادراته الكريمة في تقديم الوثائق والمراجع، وتعاونه الكبير في إمدادهم بما يحتاجون إليه من معلومات، بطيبة نفس وبسخاء مهني نادر.
حتى في سنواته الأخيرة، ورغم ما ألمّ به من وعكات صحية، ظلّ «سالم غالب» وفيًّا لمهنته وزملائه، محتفظًا بوداعته وبشاشته، مستقبلًا زائريه بأوراقه وأرشيفه الصحفي، معتزًا بما تركه من مقابلات ومواد توثيقية تمثل رصيدًا مهنيًا وأخلاقيًا لا يُقدّر بثمن.
لقد كان الفقيد مثالًا للصحفي الخلوق، والمثقف الملتزم، والإنسان المتواضع. جمع بين رصانة الكلمة وصدق الموقف، وبين نزاهة الممارسة الإعلامية وحبه للآخرين، وهو ما جعله قدوة للأجيال ونموذجًا يُحتذى به في المهنة.
برحيله، يطوي الإعلام الحضرمي واليمني صفحة مضيئة من تاريخه، غير أن ذكراه ستظل حاضرة في وجدان من عرفوه، وسيبقى أثره شاهدًا على أن السجايا الحميدة لا ترحل برحيل أصحابها.
رحم الله الصحفي سالم غالب بن بريك، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وزملاءه الصبر والسلوان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news