صرخات اهالي بلاد الأحمدي الكوليرا تنتشر في الضالع

​تتفاقم الأوضاع الإنسانية في بلاد الأحمدي التابعة لمديرية الأزارق بمحافظة الضالع، حيث أعلنت الفرق الطبية عن تفشٍ خطير لوباء الكوليرا في منطقة تورصة، في ظل توقف مفاجئ للدعم الطبي من منظمة الصحة العالمية. وقد أدى هذا التدهور إلى تدفق عشرات المرضى يوميًا إلى المحجر الصحي الوحيد في المنطقة، مما ينذر بكارثة صحية وشيكة في منطقة تعاني بالفعل من هشاشة الوضع الصحي

.​نقص حاد في المستلزمات يهدد حياة السكان

​يواجه الفريق الطبي المتطوع في المحجر الصحي بتورصة، يعتبر المرفق الطبي الوحيد في المنطقة، يواجه تحديات جسيمة، حيث يستقبل عشرات الحالات يوميًا. وقد أكدت الفحوصات المخبرية خلال شهري يوليو وأغسطس 2025 تسجيل أكثر من عشر حالات مؤكدة بالكوليرا، مع توقعات بارتفاع الأعداد بشكل كبير في ظل الظروف الحالية.

​وعلى الرغم من الجهود المضنية التي يبذلها الفريق، إلا أنه يعمل في ظل نقص حاد في المستلزمات الأساسية، مثل المحاليل الوريدية والأدوية ومواد النظافة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الفريق دون أي حوافز أو رواتب، مما يهدد استمرارية تقديم الرعاية الطبية مع تزايد أعداد المرضى.

​انسحاب مفاجئ لمنظمة الصحة العالمية يثير القلق

​في خطوة مفاجئة، أوقفت منظمة الصحة العالمية دعمها للمحجر الصحي في 30 يوليو 2025، بعد أن كانت تقدمه منذ بداية شهر مايو. وبررت المنظمة هذا الانسحاب بعدم وجود تمويل كافٍ، على الرغم من أن المحجر استقبل أكثر من 1600 حالة خلال فترة الدعم، مما يؤكد الحاجة الملحة للمساعدة المستمرة.

​تساهم العوامل البيئية أيضًا في تفاقم الأزمة، حيث تختلط السيول بمياه الصرف الصحي، المتدفقة من محافظة اب مما يخلق بيئة مثالية لانتشار الأوبئة. ويُذكر أن المنطقة شهدت وفاة عشرات الأطفال في الموسم الماضي بسبب سوء الأوضاع الصحية.

​نداء استغاثة عاجل لإنقاذ الأرواح

​وجه العاملون في المحجر الصحي نداءً عاجلًا إلى وزارة الصحة العامة وجميع المنظمات الدولية، مطالبين بالتدخل الفوري وتوفير الدعم اللازم لإنقاذ حياة المواطنين. يُعرب الأهالي عن خشيتهم من أن يؤدي استمرار الإهمال إلى تدهور الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.