تحذير أممي من كارثة وشيكة تلتهم أرواح النازحين في هذه المحافظة!

أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً شديد اللهجة من تفاقم أزمة إنسانية مروّعة في محافظة حجة شمال غرب اليمن، مؤكدة أن عشرات الآلاف من النازحين باتوا مهددين بالموت جوعاً في ظل انهيار المساعدات الإنسانية ونقص التمويل.

وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في تقريره الأخير إن مديرية عبس أصبحت بؤرة معاناة لا تُحتمل، حيث يواجه أكثر من 41 ألف شخص خطر المجاعة المباشر نتيجة تعليق المساعدات الغذائية وتدهور الأراضي الزراعية بفعل الصدمات المناخية. واعتبر الصندوق أن الوضع في المديرية "حرج للغاية" ويمثل نموذجاً صارخاً للكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وأضاف التقرير أن عبس التي تستضيف ثاني أكبر تجمع للنازحين في اليمن ـ 80% منهم نساء وأطفال ـ تعيش مأساة مركبة، حيث دفع التراجع الكبير في المساعدات الأسر إلى اتخاذ استراتيجيات قاسية للبقاء على قيد الحياة، مثل تقليل الوجبات اليومية، والاقتراض، وبيع ما تبقى من الأصول لتأمين لقمة العيش.

وأشار الصندوق إلى أن عشرات الآلاف ممن لجؤوا إلى المديرية هرباً من القتال في حرض وشمال حجة، يواجهون "معاناة مستمرة"، حيث ينام الأطفال جائعين باكين، وتتحول حياتهم اليومية إلى صراع يائس مع الجوع والموت.

ولفت التقرير إلى أن النظام الصحي في عبس على شفا الانهيار، إذ يعمل بربع طاقته فقط، فيما لا تمثل العيادات المتنقلة سوى خط الدفاع الأخير أمام كارثة صحية، بينما يفتقر كثير من مواقع النزوح إلى مرافق طبية دائمة.

وكشف التقرير أن أكثر من 220 ألف نازح حُرموا من المساعدات المنقذة للحياة منذ مارس/آذار 2025، بسبب التخفيضات الحادة في التمويل. محذراً من أن استمرار هذا الوضع يعني أن "حياة عشرات الآلاف وآمالهم ستبقى مهددة بشكل مأساوي".

وطالب الصندوق المانحين بسرعة التدخل وتقديم دعم عاجل يوفر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والحماية، مشدداً على أن كل تأخير يعني المزيد من الأرواح المهدورة.

وتُجسّد حكاية الطفلة النازحة "أشواق علي حسن مهاب" مأساوية المشهد، إذ فارقت الحياة جوعاً في يوليو الماضي بعد أيام من وفاة امرأة مسنّة للأسباب ذاتها داخل مخيمات عبس، في ظل اتهامات لمليشيا الحوثي ببيع المساعدات وحرمان النازحين منها.