في وطنٍ مزّقته الفوضى وأرهقته الصراعات، يقف الشباب تائهين بين أنقاض الأحلام وضياع البوصلة، بلا دولةٍ تحتضنهم أو مؤسساتٍ ترعى طموحاتهم. هؤلاء الشباب هم ثروة الأمم الحقيقية، لكنهم في غياب الرؤية الوطنية يتحولون إلى ضحايا للإهمال، فتتراجع البلاد إلى ذيل قائمة الأمم. إن مسؤولية الدولة في صناعة المستقبل تبدأ من الاستثمار في عقول شبابها، فهم الطاقة التي إن أُهملت، خسر الوطن أغلى ما يملك.
رسالة إلى الدولة: اتقوا الله في شبابكم
إن المليارات التي تُصرف باسم دعم الشباب لا نرى منها على أرض الواقع سوى عناوين وشعارات، بينما يظل حالنا كما هو. نحن لا نطلب المستحيل، بل نريد نهضة حقيقية تبدأ بالصناعة بكل أنواعها، وتشجيع من يسلك هذا الطريق، فالنهضة لا تولد من فراغ. انظروا إلى الصين وروسيا وأمريكا، لقد صنعت قوتها من خلال استثمار قدرات الشباب وتوجيه طاقاتهم نحو البناء والإبداع.
من قلب المستحيل إلى الإنجاز
في هذا اليوم العالمي للشباب، أقولها بفخر: أنا فخور بكل خطوة قطعتها في بلد يفتقر إلى أبسط مقومات الصناعة والتكنولوجيا، حيث تُعتبر محاولات التصنيع حلمًا بعيد المنال. ومع ذلك، وبفضل الله وتوفيقه، نجحت في الدخول إلى مجال التصنيع الفلكي، وحققت إنجازات في استكشاف القمر والفضاء، وألّفت كتبًا متخصصة، وقدّمت محتوى احترافيًا عن الفلك، وكتبت آلاف المقالات والأخبار التي نشرتها الصحف والمواقع الإخبارية، حتى أصبحت مصدرًا موثوقًا للصحافة العربية في تغطية أخبار الفضاء، وأشرفت على أكبر منصة فلكية في الوطن العربي.
فخرٌ لا يُشترى
نعم، أنا فخور بكل ذلك. فخور بكل تكريم نلته من وزير أو إدارة، وفخور بكل صحيفة محلية أو عربية كتبت عني. إن ما تحقق ليس منحة من أحد، بل ثمرة إصرار وعزيمة وإيمان بالله، ورسالة لكل شاب أن طريق النجاح يبدأ من الداخل، لا من الخارج. واليوم، أرفع صوتي في اليوم العالمي للشباب، لعلها تكون صرخة توقظ ضمائر صناع القرار قبل أن يبتلع الإهمال ما تبقى من أحلامنا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news