رغم مرور شهرين على العام الدراسي.. طلاب المدارس بلا مناهج دراسية في مناطق الحوثي
يواجه طلاب المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن أزمة تعليمية حادة، حيث لم تصلهم المناهج الدراسية المقررة حتى الآن، رغم مرور شهرين على بداية العام الدراسي
.
وتأتي هذه الأزمة في ظل تعديلات جذرية أجرتها المليشيا الحوثية على المناهج الدراسية، ما أثار استياء واسعًا بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
وأكد أحد أولياء الأمور للمنتصف أنه دفع مبلغ 25 ألف ريال قيمة رسوم الكتب الدراسية في مدرسة "التواصل" الأهلية بالعاصمة صنعاء لطفلته، إلا أن المدرسة لم تصرف له المناهج حتى اليوم.
وأوضح ولي الأمر أنه دفع أيضًا مبلغ 230 ألف ريال كرسوم دراسية مقابل دراسة ابنته في الصف الثاني الثانوي.
وقالت مصادر مطلعة لـ"المنتصف نت" إن مليشيا الحوثي تجري تعديلات كبيرة على المناهج الدراسية، خصوصًا كتب التاريخ والدراسات الإسلامية واللغة العربية، حيث أضافت دروسًا جديدة وألغت أخرى، ما أثار مخاوف من تأثيرات سلبية على مستقبل الطلاب.
ولم تكتفِ المليشيا بتغيير المناهج الدراسية وفرض رؤيتها الفكرية والسياسية على الطلاب، بل عمدت إلى تغييب أعلام وطنية واستبدالها بشخصيات طائفية تخدم أيديولوجيتها، مما يثير مخاوف كبيرة حول مستقبل الهوية الوطنية اليمنية، في وقت تُعد فيه المناهج الدراسية أحد أهم أدوات بناء وعي الأجيال وصياغة مستقبل الشعوب.
ومع بداية كل عام دراسي، يتفاجأ أولياء الأمور في مناطق الحوثيين بتغييرات جذرية تقوم بها المليشيا، تشمل طمس التاريخ الحقيقي للبلاد، وإضفاء صبغة طائفية على المناهج، والتسليم للمشروع الإيراني.
ويأتي هذا وسط رفض العديد من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور لهذه التعديلات، معتبرين أنها تهدف إلى فرض الأيديولوجيا الحوثية على الطلاب.
ويخشى العديد من أولياء الأمور من تأثير هذه الأزمة على مستقبل أبنائهم، حيث قد يؤدي نقص المناهج الدراسية إلى تدهور مستواهم التعليمي.
ويرى مراقبون أن التعديلات على المناهج الدراسية تهدف إلى فرض أيديولوجيا معينة على الطلاب.
وعمدت مليشيا الحوثي إلى إعادة تشكيل العملية التعليمية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، خاصة في العاصمة صنعاء، بما يخدم توجهاتها الأيديولوجية والطائفية، فضلًا عن تعمد تشويه الرموز الوطنية والذاكرة اليمنية، في إطار العملية الثقافية للجماعة العقائدية التابعة للمليشيا.
وتمثلت أبرز هذه التحركات في إدخال تعديلات جوهرية على المناهج الدراسية، لا سيما في المراحل الأساسية، التي تُعد حجر الأساس في تشكيل وعي الأجيال الصاعدة، بهدف تجريف الهوية اليمنية وتاريخها ومحطات النضال الوطني، وأبرزها ثورة 26 سبتمبر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news