وفاء الوليدي:
بعد أن شاهدت صور زفاف أبن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لم أجد ما أقوله سوى: منكم لله أنتم ومن يصدقكم بعد اليوم. نعم أنها السياسة عالم من النفاق والكذب والدجل
هناك في قاعة فاخرة، اجتمع خصوم الأمس على طاولة واحدة، يبتسمون أمام الكاميرات ويتبادلون التحيا والاحضان لم يكن هذا الزفاف مجرد مناسبة إجتماعية، بل مشهدًا فاضحًا لوحدة المصالح بين من تسببوا في ضياع اليمن وتسليمه بطبق من ذهب لملشيات الحوثي الإرهابية ،وتسبب في سيل دماء الشعب ومعاناته.
مؤلم أن نرى هذه الابتسامات والأحضان بين القيادات السياسية أمام الكاميرات، بينما في الحقيقة يصبون جل حقدهم على الوطن من خلال الكثير من أتباعهم وابواقهم واعضائهم .
أنا لست ضد وحدة الصف الوطني وتناسي أحقاد الماضي ، بل على العكس تماما ، لكن ما يوجع فعلا وما يحدث بالواقع هو أنهم كاذبون حتى النخاع.
إذا كانت التفاهمات قائمة والابتسامات حاضرة، فلماذا ينهار الوطن يومًا بعد يوم؟ لماذا ضاعت اليمن، وتشرد الملايين، واستشهد الأبطال، وامتلأت المستشفيات بالجرحى والمعاقين؟ لماذا الفقر ينهش كل بيت، والحزن يطرق كل باب، وصنعاء لا تزال أسيرة مليشيات الحوثي الإرهابية؟
لماذا لا يبقى هؤلاء في وطنهم ليبنوه ويعمروه بدل أن يكدسوا ثرواتهم في الخارج؟ من أين لهم كل هذه الأموال الطائلة؟ على أي أساس يعيشون حياة البذخ بينما المواطن يئن تحت الفقر والجوع؟
الفساد لم يعد حكرًا على طرف دون آخر، فالحوثي يشيد القصور لأبنائه ويبتعثهم لأرقى الجامعات، بينما المواطن في صنعاء لا يجد ثمن الدواء. والشرعية وأطرافها — سواء الانتقالي أو قيادات الأحزاب — لا يختلفون كثيرًا، فالجميع يغرق في النهب والمحسوبية.
المطلوب اليوم حصر ممتلكات جميع القيادات والمسؤولين، داخل اليمن وخارجه، وتجميد أرصدتهم إذا كانت من المال العام أو من دماء الشهداء والجرحى، ومصادرتها لصالح الدولة. فهذه الثروات ملك للشعب، وليست ملكًا لعائلاتهم أو لورثتهم.
لقد تعب اليمنيون من الأكاذيب، وآن الأوان أن يُحاسب الجميع بلا استثناء
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news