عرسٌ بمرتبةِ استفتاء
قبل 19 دقيقة
ضجَّت القاهرةُ ليلةَ أمسٍ بجماهير يمنية جاءت من كل حدب وصوب لمشاركة آل الصالح وأقاربهم أفراحهم. ولم تضج القاهرة وحدها، بل تجاوبت معها مدن الداخل والخارج، إذ تواصلت القلوب عبر جسور المحبة رغم تباعد الأجساد. حتى مواقع التواصل امتلأت بتهاني الناس ومقاطع الفيديو التي التقطت لحظات العرس، فغطّت فضاءاتها وزاحمت أخبار السياسة والحروب
.
لم يكن اللافت في الحفل فخامته ولا عدد حاضريه، بل الطريقة التي استُقبل بها "أحمد علي عبدالله صالح". دخولٌ مهيب تحفّه الهيبة والألفة معًا، والتفافٌ بشريّ من مختلف الأطياف، يتسابقون لمصافحته واحتضانه والتقاط الصور معه. مشهد غير مألوف خطف الأضواء وأجبر الكاميرات على توثيقه، ليتصدّر الترند. وفي تلك اللقطات، يطلُّ الرجل بكاريزما رئيس لا تراه العيون إلا أملاً لوطن، وعزيز مصر المنتظر، تحفّه جماهير عريضة، وتحيط به محبتهم الصادقة من كل جانب، في مشهد يوحي بقرب إسدال ستار المعاناة وفتح أولى صفحات يمنٍ جديد.
لم يكن ما جرى بالأمس مجرد عرس اجتماعي، بل حالة يمكن قراءتها من زاويتين: سياسية وقانونية. فمن المنظور السياسي تعدّ رمزية جامعة لوحدة الصف الجمهوري، وإشارة لمصالحة تُطوى بها خلافات الماضي بين مكونات القوى الجمهورية، السياسية والحزبية والقبلية. أما من المنظور القانوني، فهي قرينة واضحة على حجم التأييد الشعبي للرجل، ومؤشر على عمق مكانته في وجدان الناس.
ذلك الحضور المهيب، وذلك الالتفاف المفعم بالمحبة، ليسا إلا استفتاءً شعبيًا مباشرًا على شخصه، ورسالة واضحة بأن الجماهير المنهكة تعقد عليه آمالها لقيادة المرحلة القادمة؛ مرحلة الخروج من لُجّة الفوضى وضيق العيش إلى شاطئ النجاة، ومن الغرق في المعاناة إلى برّ الأمن والاستقرار. إنه الحلم الكبير لليمنيين: عودة الوطن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news