حذر المحلل السياسي والباحث في الأكاديمية الروسية، د. علي الزامكي، من تكرار فشل أدوات المجلس الانتقالي في الحفاظ على وحدة أراضي الجنوب، على نحو مشابه لما حدث في إفشال حوار صنعاء، مؤكدًا أن المعطيات الحالية تشير إلى مخاطر جدية على مستقبل الجنوب.
وأوضح الزامكي أنه لو كان مقتنعًا بنسبة 20 % فقط بقدرة الأدوات السياسية والعسكرية والأمنية للانتقالي على حماية وحدة الجنوب ومنع التقسيم والاقتتال الداخلي، لما تردد في دعمها. غير أن سلوكيات وممارسات وتركيبة هذه الأدوات، بحسب قوله، تعكس مؤشرات سلبية وغير قابلة للحياة، وتُنذر بتكرار سيناريو حوار صنعاء الذي انتهى بتشريد مشاركيه.
واستشهد الزامكي بتصريحات القيادي الجنوبي محمد حيدرة مسدوس، الذي أكد أنه لو كان يملك حتى 1 % من الأمل في نجاح الحوار الوطني الشامل لما تردد في المشاركة.
ولفت إلى أن نسبة نجاح الحوار في صنعاء تجاوزت 40 %، لولا تدخلات خارجية ودعم بعض الأطراف اليمنية لإفشاله.
وأشار الباحث إلى وجود فوارق واسعة بين ظروف الحوار الوطني الشامل، الذي جرى في بيئة سياسية مواتية، وبين واقع الأدوات التي تتصدر المشهد الجنوبي حالياً، حيث تعاني الأخيرة من ضعف شديد وظروف أكثر سوءاً.
وأكد أن دولًا إقليمية ودولية لم تكن صادقة في إنجاح الحوار اليمني، بينما تبدو الأدوات الجنوبية في وضع معقد يصعب تجاوزه.
وفي ختام حديثه، شدد الزامكي على أن الواقع القائم يصب في مصلحة بقايا منظومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التي تحظى برعاية إقليمية ودولية وتُعتبر، في نظر الكثيرين، الطرف الأكثر جاهزية للاستفادة من أي تسوية سياسية إذا وافق الحوثيون عليها، محذرًا من أن الخاسر الأكبر في هذه المعادلة سيكون المجلس الانتقالي الجنوبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news