أخبار وتقارير
كتب/ عدنان الجعفري:
كلما شاهدت تدفق السيول في سائلة وادي الضباب، تتجدد في ذاكرتي مشاهد مروعة، أتذكر منها عشرات السيارات التي جرفتها السيول في نفس الوادي الضيق، وتلك الجثث التي لم تُعد تعرف ملامحها. وأتذكر مشاهد الركاب وهم يستنجدون بالمواطنين لإنقاذهم وإيوائهم في منازلهم، وينتشر الناس وسط الأراضي الزراعية بحثًا عن جثث المسافرين التي تجرفها السيول، فكانوا يجدوا على جُنبات الطريق حقائب المسافرين وهدايا وأكياس ورسائل.
أتذكر ذلك المواطن الذي استنجد بصوته العالي أهالي القرية لإنقاذ باصه الأجرة الذي جرفته السيول وحولته إلى كومة حديد لا تُعرف ملامحه ، وأتذكر قصة ذلك الاب الذي اشترى ثياب العيد لأفراد أسرته ووضعها في حقيبة، وأبلغهم أنه قادم إليهم ، غير أن السيول جرفته قبل أن يصل ، وعثر الأهالي على حقيبته وقد امتلأت بالمياه والأتربة، قبل أن يعثروا على جثمانه ، فقد حدثت عشرات القصص الإنسانية المؤلمة التي تركت جروحًا عميقة في قلوبنا، فضلاً حزن ووجع أقارب وأحباء من فُقدوا في كوارث السيول.
هذه المعاناة والكوارث الإنسانية التي مرت علينا أثناء مواسم الأمطار، توقفت بفضل الله عز وجل، ثم قيادة اللواء الرابع حزم ممثلة بالعميد وافي الغبس، وكل الرجال المخلصين، الذين وقفوا بكل عزيمة وقفة رُجل واحد لتنفيذ مطالبهم المتمثلة بفتح الطريق الرئيسي -طريق الازفلت المختصرة والبعيدة من مجرى السيول، وسهلت الوقت من ناحية المسافة ، كما جنبت أرواح المسافرين من الموت المحقق الذي كان يتربص بهم في وادي الضباب، وهذا ان دل على شيء، فانه يدل على إنسانية قائد اللواء الرابع حزم «العميد وافي الغبس» في الحفاظ على أرواح الناس وصون ممتلكاتهم. فمثل هذهِ القيادات تستحق التقدير له ولكل من شارك في فتح الطريق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news