لم يعد التخبط في ملف اليمن وحده كاف للدلالة على عمق الفشل السعودي، بل تبدو الرياض وقد فقدت بوصلتها، ولم تعد تفرق بين الصديق والحليف والعدو، وتوجه سهامها كالأعمى، وما أشبه الليلة بالبارحة.
فمن اليمن الذي تدخلت فيه السعودية عسكريًا تتعرض دولة قطر لحملات ممنهجة واساءات مستمرة من قبل أدوات السعودية الذين يتبعون بشكل مباشر للسفير السعودي محمد سعيد آل جابر، واللجنة الخاصة السعودية، بعد أن حولوا اليمن إلى منصة لإطلاق الإساءات المستهدفة للدول والكيانات والأفراد.
حملات إعلامية ومنشورات تحريضية، عبر أدوات يمنية تنشط في وسائل التواصل الاجتماعي، هدفت لتشويه دور قطر، وتشويه صورتها في اليمن، امتدادا لنفس الدور الذي يمارسه السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر ضد سلطنة عمان، وهو نهج سعودي في النيل من كل من له موقف في الملف اليمني قد يخالف موقف السعودية.
قطر كانت جزء من التحالف العربي تحت قيادة السعودية، لكنها تعرضت لغدر الرياض، التي قاطعتها، وفرضت حصارًا عليها، وسعت لشيطنتها، واستخدمت كلما تملك من أدوات للإساءة للدوحة، وأدارت حربا إعلامية عليها بدون ضوابط أو أخلاق، وصلت حد استهداف الأعراض، في سابقة لم تعرفها شعوب الخليج.
ولم تكتف الرياض بهذا، بل ضغطت على الحكومة اليمنية في أزمة حصار قطر لإصدار بيان وقطع العلاقة معها، وسحب السفير اليمني من الدوحة، في موقف كان يمكن أن لا يكون، لولا ضغوط السعودية والإمارات على حكومة الشرعية التي أصبحت أسيرة لرغبات ونزوات الرياض، ومن يدير الملف اليمني وعلى رأسهم السفير السعودي محمد آل جابر الذي يدير الشبكات الإعلامية والذباب إلكتروني لاستهدف قطر وسلطنة عمان، ووصل به الحال لاستهداف شخصيات يمنية سياسية وقبلية واحزاب قد يكون لها موقف أو رأي يخالف توجهات السعودية والسفير آل جابر.
بالنسبة لدولة قطر فقد كانت وماتزال داعمة لليمن، واستقراره ووحدة أراضيه، وتدعو بشكل دائم ومستمر لإنهاء الحرب في اليمن، وأسهمت في تقديم الدعم المالي والتنموي والسياسي والدبلوماسي والإعلامي، لكن ذلك لا يروق للسعودية التي تريد التحكم بكل تفاصيل الملف اليمني، وتتعامل وكأن اليمن جزء من أراضيها، وليس دولة مستقلة ذات سيادة.
يأتي هذا الدور السعودي التخريبي في الوقت الذي تتشابك فيه خيوط الأزمة اليمنية، بدون أية حلول لإنهاء الحرب ووقف معاناة الشعب اليمني، بعد أن حولت الرياض اليمن لساحة تمارس فيها مغامراتها وطموحاتها الفاشلة، منذ فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، صدرت فيها الرياض الأزمات والمؤامرات إلى الداخل اليمني، ووصل الأمر حد الغدر برئيس الجمهورية الشرعي عبدربه منصور هادي، ونصبت مع حليفتها الإمارات مجلسًا رئاسياً بالمناصفة بين الدولتين، اللتان تتشاركان جرائم الحرب في اليمن.
أما قطر، ورغم ما طالها من أذى سعودي تواصل دعمها لليمن بصمت، وتثبت يوماً بعد آخر أن التضامن لا يُقاس بالشعارات، بل بالفعل والعمل والموقف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news