يمن إيكو|أخبار:
كشفت صحيفة إيطالية عن قيام عمال ميناء جنوة الإيطالي بمنع عبور السفينة السعودية “بحري ينبع”، القادمة من ميناء بالتيمور الأمريكي، وكان من المقرر أن تحمل معدات عسكرية تنتجها شركة إيطالية للأسلحة، في رفض مباشر لدور إيطاليا في تسليح إسرائيل.
وكشفت صحيفة “بيبولز ديسباتش” الإيطالية في تقرير مطول، رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، أن السفينة السعودية قدمت من بالتيمور بولاية ميريلاند في الولايات المتحدة، “وكان من المقرر أن تحمل معدات عسكرية تنتجها شركة ليوناردو الإيطالية للأسلحة، بما في ذلك مدفع أوتو ميلارا وربما دبابات أو أسلحة ثقيلة أخرى. مخزنة بالفعل في ساحة الميناء”.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمال ميناء جنوة الإيطالي “رفضوا المشاركة في الإبادة الجماعية في غزة، فقاموا بمنع تحميل المدفع وكشفوا عن حمولة السفينة السعوديةـ التي كانت مليئة بالفعل بالأسلحة والذخائر والمتفجرات والمركبات المدرعة والدبابات- من خلال عمليات تفتيش ميدانية عند الفجر”، حسب التقرير.
وأكدت أن نحو 40 عاملاً في الموانئ صعدوا على متن السفينة لتوثيق الشحنة- رغم محاولات عرقلة وصولهم- وأجبر هذا التحدي هيئة الميناء على تقديم وعود “مبهمة” بمناقشة إنشاء “مرصد دائم لتهريب الأسلحة” في سبتمبر المقبل.
ونقل التقرير عن عمال الموانئ موقفهم الرافض للحرب، مشيراً إلى اعتراض العمال شحنة سعودية مماثلة عام 2019، بعد اكتشافهم أن الشحنة المدنية المعلن عنها هي في الواقع أسلحة، وانتزع هذا التحرك تعهداً بوقف تحميل هذه الشحنات، لكن لم يُطبّق أي حظر على العبور، مما سمح باستمرار تدفق الأسلحة.
أثار تحرك العمال هذا الأسبوع تدخلاً فورياً لعدد من الاتحادات النقابية الرئيسية، وانضمت إليهم جماعات مسالمة، حيث أعلنت النقابات المتحالفة عن حظر تحميل الأسلحة لمناطق الحرب “بأي وسيلة”، مستندة إلى القانون الإيطالي رقم 185/90، الذي يحظر تصدير الأسلحة إلى البلدان المتورطة في صراعات.
وصرح زعيم حزب العمال الكاتالوني، خوسيه نيفوي، أن التعامل مع مثل هذه الشحنات سيجعل العمال متواطئين في جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة.
ونظّمت نقابة عمال الموانئ الإيطالية، الجمعة، احتجاجاً آخر في بونتي إتيوبيا، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور في منطقة الميناء.
وأعلنت النقابات أن التعبئة ستستمر، لتبلغ ذروتها في سبتمبر المقبل، بعقد جمعية دولية لعمال الموانئ لتنسيق “معارضة تحويل جنوة إلى مركز لوجستي للحرب”.
وبحسب التقرير، فإن الحصار الذي يفرضه العمال حالياً يأتي في أعقاب حادثة مهمة وقعت في أواخر يوليو الماضي، “عندما قام عمال الموانئ في جنوة بمنع تفريغ شحنة عسكرية متجهة إلى إسرائيل بعد تلقي معلومات استخباراتية من النقابات اليونانية”.
وأكدت الصحيفة أن تلك الشحنة- وهي فولاذ عسكري الصنع- قد اعترضها عمال ميناء يونانيون في “بيرايوس”، ثم أُعيد توجيهها إلى جنوة على متن السفينة الصينية “كوسكو شيبينغ بيسس”، وردّت شركة “يو إس بي” برفض مناولة الشحنة وهددت بالإضراب، مما أجبر المشغلين في النهاية على إعادة الحاويات إلى الشرق الأقصى.
ويكشف تنامي هذه الاحتجاجات النقابية الأوروبية عن موقف متصاعد في رفض الحرب الإسرائيلية على غزة.
التقرير سلط الضوء على قوة موقف عمال الميناء وأهميته كعنصر استراتيجي في سلاسل اللوجستيات العالمية، مؤكداً أنها “تمتلك القوة اللازمة لإيقاف قوافل الأسلحة، وإفراغ السفن الحربية، وتفكيك خطوط إنتاج الموت”، حسب تعبيره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news