جرائم أسرية تهز مناطق سيطرة الحوثيين .. قتلى من الأقارب وسط اتهامات بالتعبئة الطائفية
شهدت عدد من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، المصنّفة دولياً ضمن قوائم الإرهاب، موجة مقلقة من الجرائم الأسرية خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تحوّلت خلافات زوجية وأسرية إلى مجازر دامية أودت بحياة عدد من الأقارب من الدرجة الأولى، وسط غياب كامل لأي دور رادع من سلطات الأمر الواقع
.
وتنوّعت صور هذه الجرائم بين القتل المباشر، والطعن الغادر، وإطلاق النار العشوائي، في وقت تُحمّل فيه الحكومة اليمنية والأطراف الحقوقية جماعة الحوثي مسؤولية تصاعد هذا النوع من العنف، مرجعة أسبابه إلى "التعبئة الطائفية والتحريض المنهجي" داخل المجتمع.
البداية من عمران: الزوج يقتل والد زوجته
في محافظة عمران، سُجلت أولى هذه الجرائم المروعة حين أقدم رجل على قتل عمه (والد زوجته)، في حادثة هزّت المجتمع المحلي وخلفت حالة من الذهول والاستنكار.
جريمة مشابهة في صنعاء: طعن بعد الصلاة
وفي اليوم التالي، تكررت المأساة في العاصمة صنعاء، وتحديدًا في حي الأمير الصنعاني، حيث طعن شاب عمه (أيضًا والد زوجته) أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة العشاء، ما أدى إلى وفاته على الفور، في جريمة وثّقها شهود من الحي.
ستة قتلى في "رُهم قاع القيضي"
بعد أقل من 48 ساعة، تصاعدت وتيرة العنف في منطقة "رُهم قاع القيضي" جنوب صنعاء، حيث أقدم مسلح على إطلاق النار عشوائيًا داخل منزل أسرة زوجته، أثناء محاولته اصطحابها بالقوة. وأسفرت المواجهة عن مقتل ستة من أقارب الزوجة، قبل أن يفر الجاني من مسرح الجريمة.
إب: صهر يقتل والد زوجته وزوجته الحامل وحفيدته
في واحدة من أبشع الجرائم، شهدت مديرية حبيش بمحافظة إب حادثة مأساوية راح ضحيتها أربعة أفراد من أسرة واحدة، بينهم امرأة حامل وطفلة، بعد أن فتح أحد الأصهار النار على أقاربه داخل مركبة عائلية إثر خلاف عائلي.
ووفق مصادر محلية، فإن الجاني "عيسى المنيعي" أطلق النار على السيارة التي كانت تقل والد زوجته وابنتيه وأحفاده، ما أدى إلى مقتل أحمد محمد علي حاميم (والد الزوجة)، وابنته الحامل، وحفيدته، فيما أُصيب عدد من أفراد العائلة، بينهم زوجته التي وُصفت حالتها بالحرجة، وطفله البالغ من العمر ست سنوات.
الشارع اليمني مصدوم وخبراء يحذرون
أثارت هذه الجرائم، التي وقعت في فترة زمنية قصيرة، موجة غضب واستنكار شعبي واسع، وسط تساؤلات عن الأسباب التي تحول أفراد الأسرة الواحدة إلى قتلة دون رادع.
ويُرجع مختصون اجتماعيون تفاقم هذه الظاهرة إلى مزيج من العوامل، أبرزها: ضعف الثقافة القانونية، وغياب الوازع الديني، وتفشي الجهل، وتعاطي القات والمخدرات، إضافة إلى التدهور المعيشي والنفسي جراء سنوات الحرب، والانفلات الأمني في مناطق سيطرة الحوثيين.
الحكومة: "التعبئة الحوثية تنتج جيلًا قاتلًا"
من جانبها، اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أن هذه الجرائم تعكس نتائج مباشرة للتعبئة الطائفية التي تمارسها جماعة الحوثي عبر ما يُعرف بـ"الدورات الثقافية" و"المراكز الصيفية".
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن محافظتي إب وصنعاء شهدتا خلال أقل من 24 ساعة جريمتين مروعتين راح ضحيتهما عشرة مدنيين من آباء وأمهات وأطفال، قتلوا على أيدي أقاربهم.
وأكد الإرياني أن ما تسميه الجماعة بـ"المراكز الصيفية" ليست سوى معسكرات فكرية لإنتاج جيل متطرف مهيأ لممارسة العنف داخل الأسرة والمجتمع، محذراً من انهيار النسيج الاجتماعي اليمني إذا استمرت هذه السياسات.
دعوة للمجتمع والسلطات
وفي ختام بيانه، حمّل الإرياني جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن تفشي العنف الأسري والانهيار القيمي، داعياً المنظمات الحقوقية إلى توثيق هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، كما دعا الأهالي إلى حماية أبنائهم من الوقوع فريسة للتعبئة الطائفية التي "تغسل العقول وتحولهم إلى قتلة بلا وعي".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news