في محافظة المحويت، وتحديدًا في عزلة الغربي الأعلى، يواجه سكان قرية بيت البحري والقرى المجاورة خطرًا متصاعدًا بعد أن تسببت صاعقة رعدية في تصدعات خطيرة بكتل صخرية ضخمة في منطقة حصن نهاض التاريخي، ما ينذر بانهيار وشيك قد يُفضي إلى كارثة إنسانية وبيئية.
الصور الواردة من الموقع توضح حجم التشققات التي أصابت الصخور، والتي باتت تتدلّى فوق رؤوس السكان كقنابل موقوتة. علامات الانهيار تتزايد، والسكان يعيشون حالة من الذعر دفعتهم إلى النزوح الجماعي نحو مجمع 22 مايو في قرية الريادي، فرارًا من خطر يلوح في الأفق.
ما يفاقم خطورة الموقف أن هذه الكتل الصخرية كانت موضع تحذير متكرر من الأهالي منذ سنوات، حيث طالبوا الجهات المختصة باتخاذ إجراءات وقائية لتأمين المنطقة. لكن تلك النداءات بقيت دون استجابة، حتى جاءت الصاعقة الأخيرة لتكشف هشاشة الواقع، وتعيد فتح ملف الإهمال المزمن في التعامل مع المخاطر الجيولوجية.
الخطر لا يهدد بيت البحري وحدها، بل يطال أيضًا القرى الواقعة أسفل الجبل، والتي ستكون في مسار مباشر لأي انهيار صخري محتمل، مما يُضاعف من احتمالات الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وفي تحرك أولي، زارت لجنة من مصلحة الدفاع المدني الموقع، وبدأت بإجراء دراسات فنية لتقييم حجم التصدعات ومدى خطورتها، والبحث عن حلول هندسية ممكنة. إلا أن هذا الإجراء، رغم أهميته، يبقى غير كافٍ ما لم يُترجم إلى تدخل سريع وفعلي على الأرض.
أهالي المنطقة، ومعهم نشطاء المجتمع المحلي، يواصلون مناشداتهم للجهات المختصة لاتخاذ خطوات عاجلة تحمي حياة الأسر المهددة، وتمنع كارثة يمكن تجنّبها. فهل ننتظر سقوط الصخور حتى نتحرك؟ أم أن الوقت لا يزال يسمح بإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان؟
ما يحدث في بيت البحري ليس حادثًا عابرًا، بل ناقوس خطر يستدعي استنفارًا رسميًا ومجتمعيًا، وخطة طارئة تحدّ من التهديد، وتمنع تحوّله إلى مأساة جديدة تُضاف إلى سجل كوارث كان بالإمكان تجنّبها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news