المشغولات الخزفية.. ذاكرة شعب ترويها أصابع الجِدَّات 

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 96 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المشغولات الخزفية.. ذاكرة شعب ترويها أصابع الجِدَّات 

حين تشاهد بعضا من مشغولات خزفية يمنية من بقايا زمن الجدات ولو كانت متهالكة، تستيقظ معها ذاكرة الأرض ويشتعل لحظتها الحنين إلى الماضي الجميل.

الأواني الخزفية هنا ليست مجرد أدوات؛ إنها شهادات مشبوبة بالحنين، تحمل في ثناياها أنفاس الأسلاف،  في كل إناء حكاية ترويها الأصابع التي صاغته قبل آلاف السنين، ولا تزال النساء سيما المتقدمات في العمر يمتهن هذه الحرفة.

المشغولات الخزفية اليمنية ليست مجرد أوانٍ وظيفية، بل هي ذاكرة شعب وجسر بين الماضي والمستقبل.

رغم صمود الصناعات الخزفية اليمنية لقرون من الزمن العتيق المشبع بالحضارة والكبرياء، إلا أنها تواجه اختبارًا وجوديًا تحت ضغوط العولمة والنزاعات.

تُظهر المبادرات الفردية (كالفنانين والمبدعين) وتشبيك الحرفيين بقطاع السياحة بارقة أمل لإحياء هذا الإرث، يتطلب الحفاظ عليها برامج توثيق عاجلة، ودعم مالي، وإدراجها ضمن قوائم التراث غير المادي لليونسكو، لتبقى شاهدًا حيًا على عبقرية الإنسان اليمني وتنوعه الثقافي .

تمثل المشغولات الخزفية والفخارية في اليمن إرثاً حضارياً يمتد لأكثر من 2600 عام وفقاً للاكتشافات الأثرية التي توثق عراقة هذه الصناعة وجذورها الضاربة في التاريخ .

تواجه الصناعة تهديدات وجودية، منها؛ المنافسة الأجنبية: غزو الأدوات البلاستيكية والمعدنية، مما أدى لتراجع الطلب على الأواني التقليدية بنسبة 80%.

تدهور القوة الشرائية للرفيين فكثير منهم يعاني من تأمين لقمة العيش رغم عقود في المهنة، وايضا ضعف الدعم، ونقص التمويل الحكومي.

من حين لآخر، نلحظ مبادرات فردية لفنانين معاصرين يدمجون النقوش التراثية بألوان زاهية لتحويل الأواني والقبعات الخزفية إلى قطع ديكور .

 

وفي السياحة الثقافية، تُعرض المنتجات في أسواق الشيخ عثمان بعدن وصنعاء كهدايا تذكارية، وسط دعوات محلية تطالب بتأسيس صناديق ائتمان لتمويل الحرفيين.

المشغولات الخزفية في اليمن مثل الصناعات الفخارية تعد إرثا عائليا، إذ تنتقل المهنة بالوراثة، حيث يتدرب الأبناء في ورش الآباء.

ورثت الأجيال تقنيات التشكيل والحرق بالنسبة للصناعات الفخارية، مما حفظ استمرارية الصناعة رغم التحديات الحديثة.

 

تهامة (الحديدة) مازالت تحاول على بقاء المشغولات الخزفية، عدن ولحج، المسارف (سفرة الطعام)، الجعاب (حفظ الخبز)  لسعف النخيل والطين       حكاية.

 

تتميز تهامة بوجود 170 منشأة حرفية، خاصة في مدن بيت الفقيه والجراحي، بفضل تربة رسوبية غنية.

في المرتفعات الوسطى  لا تزال هذه الحرفة تحافظ على حضورها رغم التحديات، متجسدةً في أدوات يومية وفنية تعكس تنوع البيئة اليمنية. 

في ظل الحملات الإعلامية الداعمة لتوطين هذه الحرفة، يصبح إحياؤها ضرورةً ثقافية واقتصادية تدعم صمود الحرفيين وتعزز الهوية الوطنية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الأمير تركي الفيصل يفجر مفاجأة عن إقامة حكم سعودي في الحديدة وتوافد القبائل اليمنية لمبايعة الملك (فيديو)

المشهد اليمني | 440 قراءة 

واشنطن تستقبل محمد بن سلمان بـ مراسم غير مسبوقة وتوقيع اتفاقيات دفاعية ضخمة

مأرب برس | 317 قراءة 

وفاة مغترب يمني بلدغة أفعى سامة خلال خروجه من الأراضي السعودية باتجاه اليمن… تفاصيل مؤلمة

المشهد اليمني | 261 قراءة 

وزير الخارجية الأسبق ‘‘أبوبكر القربي’’: تحول خطير ينهي توافق ‘‘مجلس الأمن’’ بشأن اليمن لأول مرة منذ 2014

المشهد اليمني | 256 قراءة 

أب يق..تل ابنه المراهق بوحشية أمام أسرته في صنعاء

صوت العاصمة | 239 قراءة 

ازدحام كبير صباح اليوم بعدن

كريتر سكاي | 229 قراءة 

كواليس دخول السعودية اليمن وكيف كاد الملك فيصل أن "يعصي والده عبدالعزيز".. تركي الفيصل يشعل تفاعلا بتصريح سابق

قناة المهرية | 213 قراءة 

تحولات خطيرة في ملف اليمن: موسكو وبكين تدفعان لحل إقليمي

العين الثالثة | 213 قراءة 

*هل ستنجح ابوظبي على حساب نفوذ الرياض في حضرموت ؟!.

موقع الجنوب اليمني | 177 قراءة 

الانتقالي يرد على مجلس الأمن: المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار لم تعد صالحة للحل.. وقضية الجنوب مفتاح أي تسوية

يني يمن | 173 قراءة