كتب : علي حسن الهُدياني
مشروعٌ بدأ بأمر رئاسي منذ 2006، تم اعتماده، صُمم، ومُوّل كل شيء كان جاهزًا… إلا النية الصادقة لتنفيذه!
تخيّلوا مدينةً بحجم عدن،بكل مجدها الطبي، تنتظر منذ 18 عامًا ولادة مستشفى تعليمي لم ينجز حتى الان!،
فأي عارٍ أكبر من أن تُجهض مدينةٌ تاريخها الطبي؟
وأي خذلانٍ أفدح من أن تكون تعز في السماء، وعدن… تحت الأنقاض؟
كان من المفترض أن يكون قلب الطب النابض فيها،صرحٌ يضم خمس كليات،ويُداوي آلاف المرضى، ومحراب للعلم،
المشروع كان مكتمل الأركان :
أرض معتمدة رسميًا
تمويل كان شبه مرصود بـ 100 مليون دولار
أعتمادات رئاسية متعاقبة من عيدروس الزبيدي ، وبن مبارك.
ولكن رغم كل ذلك... لم يُبْنَ!
تُرك في مهب التراخي،وتسللت إليه الأيادي العابثة، وتواطئت المسؤولية، وزاحمتهُ النوايا الفاسدة. بل وأرادت أن تحوّله إلى موقف سيارات لحديقة عدن وبعضها تريدهُ قاعات امتحانات … أو أن تنفيه خلف صحراء الشعب ،كأنه عبءٌ ثقيل على خريطة مدينة تعبت من الخذلان!
فإننا سنتهم كل من يتواطئ، او يسكت من عمادة كلية الطب او رئاسة جامعة عدن،بالفساد وبيع أراضي الحرم .
هذا ليس مجرد مبنى، إنه وعدٌ خُذل، وحلمٌ يُحتضر، فهل رئيس الوزراء سيطرحه ضمن أولوياته هذه المرة؟!!
إنه يكون الوجه الطبي لعدن… فإما أن يُبنى بعزتنا، أو يُهدم بصمتنا.
خرج الأساتذة المتقاعدون من قبل، بخطاهم المُثقلة بالعمر،وأرواحهم المُثقَلة بالوفاء،
"لا تقتلوا ما تبقّى من الطب في عدن!"
الف تحية لكل دكتور شريف خرج وطالب بحقوق الكلية، وناشد ولم يرضى بالسكوت.
فهل نخذلهم… بعد أن خذلتهم كل الحكومات السابقة ؟
لا تتركوا هذا المشروع يضيع كما ضاع غيره،
لا تسمحوا بطمس ما تبقّى من هوية عدن العلمية،
لا تسكتوا… فالسكوت خيانة للحق، نادوا بأعلى أصواتكم،
فعدن لا تحتاج كثيرًا…فقط قليل من الوفاء والأخلاص ،وكثير من الشرف والأمانة.
هذه موجههة لكل من يحمل بقلبه ذرة أمانه ومسؤولية .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news