اليمن الاتحادي/ خاص:
دخل مطعم Yemenat، الذي افتُتح حديثا في حي باي ريدج بمدينة نيويورك، قائمة ميشلان 2025 ضمن المطاعم الموصى بها، بعد أن نال إشادة واسعة من نقاد الطعام الأمريكيين، وعلى رأسهم بيت ويلز، أحد أبرز الأسماء في هذا المجال، والذي اختار أن يختم مسيرته النقدية الطويلة بمراجعة موسّعة ومؤثرة لهذا المطعم اليمني الصغير.
ويُعدّ هذا التكريم سابقة للمطبخ اليمني الذي لطالما ظل مظلوما من حيث الانتشار العالمي، رغم ما يحمله من تنوع وغنى نكهات تُضاهي أشهر المطابخ الشرقية.
وقد أثار هذا الاعتراف اهتماما عالميا، واحتفاءً واسعاً من الجاليات العربية، واليمنية خصوصا، حيث ذهب البعض إلى وصف دخول الفحسة اليمنية إلى طاولات نيويورك بـ”الحدث الاستثنائي” و”انتصار لوصفة الأجداد”.
من الهروب إلى النجاح.. حكاية إنسانية بنكهة يمانية
في مقاله الذي حمل عنوان:
(هذا المطبخ اليمني المذهل بدأ بهروب من الحرب)،
يروي بيت ويلز قصة تأسيس المطعم قائلاً:
“مطعم Yemenat ليس مشروعا تجاريا بقدر ما هو رسالة، بدأها أربعة يمنيين بعد أن أجبرهم انقلاب 2014 على ترك بلدهم، فحملوا ذكرياتهم ونكهاتهم إلى مدينة لا تشبه صنعاء، لكن فيها من التنوع ما يحتضن كل شيء.”
ويتوقف ويلز عند التفاصيل الصغيرة التي تمنح المطعم طابعه الخاص، بدءا من أطباق السمك المفور والشفوت والشكشوكة والفحسة، إلى الشاي العدني والمرق، ويعلق قائلاً:
“في كل طبق هنا، نكهة نجت من رصاصة، وابتسامة عبرت البحر، ودفء طُبخ على نار الهجرة.”
وكتب بيت ويلز في سطوره الوداعية عن الطعم قائلا: “ربما لا أعود لمراجعة مطعم مرة أخرى، لكنني سأظل أتذكّر أن بعض النكهات قادرة على تغيير نظرتك للعالم.. وYemenat فعل ذلك”.
وتعد الفحسة باللحم إحدى أكثر الوجبات التي لفتت بيت ويلز ، خصوصاً انتشارها بين زوار المطعم، ولذا سارع عددٌ من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تناقل الخبر بصيغ متضاربة، فمنهم من زعم أن الفحسة دخلت قائمة ميشلان كأفضل طبق في 2025، بينما في الحقيقة أن دليل ميشلان الرسمي اكتفى بذكر المطعم ضمن قائمة التوصيات والتي تزيد عن ٣٥٠ مطعماً بنيويورك دون منحه نجمة تصنيفية بعد، فيما حصل نحو ٧٢ مطعما على عدة نجمات تصنيفة بعضها نجمة واحدة فقط.
ورغم أن نجاح “Yemenat” جدير بالإشادة، خاصةً كونه يمثل قصة يمنية إنسانية في قلب نيويورك، إلا أن التعامل معه على الساحة اليمنية، سواء في الداخل أو الشتات، لم يخلو من السلبية والتنمّر أو المبالغة والتهويل.
ففي الوقت الذي تداول البعض أن المطعم حصل على نجمة ميشلان أو أن “الفحسة” تم إدراجها ضمن أفضل الأطباق عالميا، سخر آخرون من الوجبات أو من فكرة تسليط الضوء على مطبخ يمني في المهجر، بل وقللوا من التجربة برمتها.
مطعم يمنات كما قال ويلز “ليس مجرد مطعم في مدينة مزدحمة، بل قصة لجوء تحوّلت إلى مشروع، ووصفة تقليدية باتت تُقدَّم في صحون من السيراميك بدلاً من الطين، لكنها لم تفقد شيئًا من دفئا”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news