في عامها السبعين.. محطة أبحاث الكود تحكي قصة الزراعة في الجنوب ..

     
الأمناء نت             عدد المشاهدات : 46 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في عامها السبعين.. محطة أبحاث الكود تحكي قصة الزراعة في الجنوب ..

من أول مركز بحوث زراعية في الجزيرة إلى أطلال منهوبة

من إرث بريطاني وسلطاني.. هكذا بدأت قصة محطة الكود منتصف الخمسينيات

العصر الذهبي للكود: حين جذبت الأمم المتحدة واحتضنت كبار علماء الزراعة

1990.. البداية الحقيقية لانحدار محطة أبحاث الكود

2011.. الحرب تقضي على ما تبقى من مجد محطة الكود

من 500 فدان إلى 80 فقط.. هكذا تقلصت الكود في صمت

باحثون يتساقطون والمحطة تنزف.. 56 باحثاً فقط جلّهم متقاعدون

هل تعود محطة الكود إلى الحياة من جديد؟

 

 

تمتلك محافظة أبين مسَاحات زراعية تَتَباهى بها، وارضاً زراعية خَصبة امتدحها الأُدباء نتراً وشِعرا ، وتلمّسها الحكام والأُمراء واعطوها عنايتهم كونها جنّةً خضراء تتنوع فيها الأشجار وتتدفق فيها الأودية بمياه الأمطار، مما جعلها مسرحاً لتجربة زراعة الأنواع الجديدة من النباتات القادمة من الشرق والغرب ، وما نجاح تجربة زراعة القطن فيها من قبل خبراء السلطات البريطانية نهاية اربعينيات القرن الماضي الا واحدة من هذه التجارب الناجحة.

 

 مع نجاح تجربة زراعة القطن وإنتشار زراعته في دلتا أبين تم إنشاء مركز مُتكامل للبحوث الزراعية منتصف خمسينيات القرن المُنصرم أُطلق عليه آنداك مركز الكود للأبحاث الزراعية، الى جانب السُلطات البريطانية كان للسلطان حسين الفضلي دور في تأسيسه والإهتمام به، أمّا الهدف من إقامته فهو المساهمة في تنمية وتطوير زراعة القطن عبر إجراء الدراسات والبحوث والتجارب الزراعية عليه والتوصل لأنواع جديدة أكثر جودة وقادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.

 

مركز الأبحاث مفخرَة أبين

 

 إنشاء مركز للأبحاث الزراعية في منطقة الكود بمديرية خنفر في محافظة أبين جعل أبناء أبين يَتَفاخرون به ، كونه اوّل مركز بحوث زراعية على مستوى الجزيرة العربية والخليج ، قُدّرت مساحته حِينها (500) فدان ، أما بداية عمله فكانت بمبنى واحد يضم قسم واحد ايضاً، هو قسم المحاصيل الزراعية الحقلية، و بعض الاجهزة والمعدات والآليات، بينما تم الإستعانة بخُبراء من الهند وبريطانيا وايطاليا والمانيا لإقامة البحوث وتدريب كوادر محليّة قادرة على العمل في المركز.

 

العصر الذهبي لمركز الكود

 

بعد الإستقلال عام 1967م  ازداد الإهتمام بمركز الكود للأبحاث الزراعية من قبل حكام الدولة المتعاقبين، وجُعلت وزارة الزراعة هي المُشرفه عليه ، وتم رَفده بمئات الباحثين الزراعيين والموظفين ، بالإضافة الى عشرات الاجهزة والمعدّات والآليات، تضاعفت ميزانيته أيضاً وازدادت ابنيته وأقسامه عاماً بعد آخر حتى وصل عددها إلى تسعة مباني تحتضن سبعة أقسام هي المحاصيل، البساتين، الوقاية، التربة والري، الغابات والمراعي، المَيكنة، الاقتصاد، بالإضافة إلى المكاتب الإدارية والخدماتية، امّا باقي مساحات المركز خُصصت لزراعة مُختلف النباتات والمحاصيل الزراعية.

 

بهدف توسيع أنشطة المركز الزراعية تم إنشاء مركز آخر للبحوث الزراعية في سيئون بمحافظة حضرموت ، كما تم إنشاء مؤسسات أخرى في بعض المحافظات تختص بالزراعة والثروة الحيوانية وتخضع لإدارة الهيئة العامة للبحوث الزراعية.

 

اذا ما عَرّجنا إلى الكوادر الزراعية التي عَمِلت في مركز الكود ، فستجده احتضن مئات العلماء والباحثين الزراعيين طيلة سبعون عام، والذين ذاع صِيتُهم في الوطن وخارجه، شِهدت لهم مكتبات وارشِفة المركز لما أَثرو به المركز من موسوعة علمية من الدراسات الزراعية، وسُطّرِت أسمائهم بماء الذهب لِما لهم من دور فعّال وبارز في نشر علوم الزراعة وتطوير الأعمال الزراعية على مستوى الوطن.

 

استمر مركز الكود للبحوث يُقدّم خدمات جَليلة للزراعة والمزارعين لعقود طويلة، بحوثاً وتجارب ودراسات ، إرشاداً وتوزيع التقنيات الزراعية ، فحوصات للتربة والمياه ، توزيع الشتلات النباتية لزيادة المساحات الزراعية ، تحسين الإنتاج الزراعي ورفع جودته وغيرها الكثير من الأنشطة الزراعية والتي لمسها عشرات الآلاف من مزارعين بلادنا طيلة تلك السنوات، وبهذا أستطاع القائمون على المركز من جذب منظمة الأمم المتحدة للمساهمة في تطويره ودعم أنشتطه والإرتقاء به أكثر حتى صار مركز الكود مقصداً لكبار مسؤلي الدولة والزعماء القادمين لبلادنا ، فقد أُعتُبرت فترة السبعينات والثمانينيات من القرن الفارط هي العصر الذهبي للمركز .

 

بداية إنحدار مركز أبحاث الكود

 

عام 1990م بدأت اول فصول إنحدار مركز أبحاث الكود ، البداية كانت بإيقاف التوظيف فيه وسَحبه من وزارة الزراعة وإلحاقه بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الكائنه في محافظة ذمار، حتى إسمه تم تغييره إلى محطة أبحاث الكود، توالت السنوات وتوالت معها فصول إنحدار مركز الكود للأبحاث، فقُلّصت ميزانيته وتراجع دوره و أنشطته ، أمّا كوادره فنالهم ما نال المركز من إهمال وتهميش، ونتيجه لعدم رَفد المركز بكوادر جديدة تضائلت اعداد الباحثين والموظفين عاماً بعد آخر، كما ظهر من يدّعي ملكية بعض الفدانات الزراعية التابعة للمركز ، انعكس الوضع المُزري للمركز على القطاع الزراعي والمزارعين على السواء، وخفّت أشعّت التنوير الزراعي الذي كان المركز ينثرها للوطن.

 

القشّة التي قصمت ظهر المركز

 

أُعتبر عام 2011 من أبرز فصول إنحدار محطة أبحاث الكود وأخطرها، فالحرب التي شهدتها أبين وما رافقها من انفلات أمني سهّل الطريق لضِعاف النفوس لدخول المحطة ونهب جميع محتوياتها والعبث فيها بل والبسط على العديد من أراضيها الزراعية ، استمرت الحرب عام واحد فقط ، أصبحت المحطة بعدها اطلالاً و خراباً وكأنها لم تكن.

 

ما إن جاءت حرب 2015 إلا واشتد الخناق على محطة أبحاث الكود، فتوقفت ميزانيتها نهائياً، وتضائل أعداد الباحثين فيها عاماً تلو آخر ولم يبقَ منهم سوى ستة وخمسين باحث غالبيتهم بلغوا سِن التقاعد ، واستمر مسلسل البسط على أراضيها الزراعية والتي بقي منها ٨٠ فدان فقط بعد أن كان ٥٠٠ فدان عند افتتاحها.

 

جهود لإعادة أشكال الحياة لمحطة الكود

 

بعد نقل وزارة الزراعة والري إلى العاصمة عدن، بدأت الوزارة بتلمّس مؤسساتها وهيئاتها، كان لمحطة أبحاث الكود نصيب ولو بسيط من هذا، ففي عام 2017 تم تعيين مدير جديد للمحطة كان الدكتور محمد سالم الخاشعة هو من أُوكِلت إليه إدارة المحطة، ولأن المحطة بلا موازنة تشغيلية جاءت فكرة تركيب منظومتين للطاقة الشمسية ، بهدف استغلال فدانات المحطة لزراعة المحاصيل والاستفادة من عوائدها في إعادة تشغل بعض الأقسام والتي كان المختبر آخرها، كما كان قرار وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم السقطري القاضي بتعيين إدارة جديدة للهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي والتي تُشرف على عمل محطة الكود ونقل مقرها من ذمار الى عدن وإصداره قرارات لإنشاء محطات للبحوث الزراعية في كلاً من سقطرى والمهرة  دور كبير في إستقلاليتها وإعادة الحياة لها.

 

عند تجولنا في المحطة جميع من قابلناهم ممن لازال يعمل في المحطة ، حدثنا عن امجادها وماضيها العريق، ذكريات كثيرة، وماضاً مليئ بالأمجاد ، هذا هو تاريخ محطة أبحاث الكود ، نقلناه لكم كما هو وبإيجاز..


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

غزة مقابل أحمد علي؟: صنعاء ترفض العرض الأمريكي – السعودي وتُصعّد الموقف

مساحة نت | 1475 قراءة 

أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي والدولار في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الإثنين 4 أغسطس 2025م

بران برس | 1143 قراءة 

لن تصدق ما طلبه الزُبيدي من مجموعة هائل سعيد أنعم خلال لقائه بقياداتها في عدن

جنوب العرب | 983 قراءة 

توحيد العملة والمرتبات على الطاولة.. مسقط تشهد أخطر جولة اقتصادية منذ الحرب

مساحة نت | 955 قراءة 

تعرف على أسعار صرف الريال اليمني مساء الاثنين 4 أغسطس 2025

عدن تايم | 644 قراءة 

استقرار أسعار صرف الريال اليمني أمام الدولار والريال السعودي في عدن وصنعاء اليوم الإثنين 4 أغسطس 2025

عدن نيوز | 643 قراءة 

أمن مأرب: الرزاحي مرتبط بشبكات بشبكات كبيرة ومعقدة وأماكن الاحتجاز خاضعة للتفتيش الرقابي

بران برس | 638 قراءة 

مصادر: اتجاه لإغلاق شامل لمحلات الصرافة في اليمن

الأمناء نت | 620 قراءة 

عملة عدن تنتعش.. الدولار يتراجع والمضاربون في الزاوية (السعر الآن)

مساحة نت | 473 قراءة 

تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن

الأمناء نت | 434 قراءة