المليشيا تعتقل مسؤول برئاسة الوزراء!
العربي نيوز:
تعرض مسؤول في رئاسة مجلس الوزراء بالعاصمة للاختطاف والاخفاء القسري من المليشيا الانقلابية، بعد شن عناصرها حملة الكترونية شعواء، كالت له اتهامات كيدية، دفعته الى التقدم ببلاغ الى النايبة يطالب فيه إثبات الاتهامات او ادانة من يوجهونها له كذبا، وفصل النيابة في القضية.
كشف هذا، الاعلامي عبدالرحمن انيس، في
تدوينة
نشرها على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي. مؤكدا قيام مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" في عدن باختطاف أمين صندوق في رئاسة الوزراء، بذريعة ارتباطه بقيادات جماعة الحوثي الانقلابية.
وقال انيس، وهو مستشار رئيس مجلس ادارة مؤسسة "14 اكتوبر" للصحافة والاستاذ بكلية الاعلام جامعة عدن: "عماد محمد الجرادي الجحافي، يعمل منذ عام 2019 كأمين صندوق في رئاسة الوزراء". وأردف: "لا ابرئ هذا الشاب ولا أدينه، وانما أطالب بإنفاذ القانون".
مضيفا: "انتشرت منشورات تتهمه بأنه "على ارتباط بعدد من الموظفين في دوائر تابعة لرئاسة الوزراء، يشتبه بتورطهم في تنسيق مباشر مع قيادات ميليشيا الحوثي"، هكذا حرفيا، وأحد المواقع الإخبارية ساهم في ترويج هذه التهم. فتوجه للنيابة وقدم بلاغ ضد من اتهموه".
وتابع قائلا: "تم توجيه استدعاء رسمي لهم (متهمي عماد)، وفي اليوم الثالث، بينما كان واقفًا أمام أحد المطاعم في خور مكسر يشتري غداءه، جاءت قوة من الحزام الأمني وقالوا به قب، ودرجوه داخل. ظل عماد في السجن أسبوعًا كاملًا، يُحقَّق معه دون أن يُحال إلى النيابة".
موضحا أنه "وبعد أن نشرنا مناشدة من عائلته، أحالوه إلى نيابة الأمن والبحث. قامت نيابة الأمن والبحث بمراجعة ملفه، ولم تجد فيه أي شيء يدين الرجل، ووجدت في الملف منشور قديم على فيسبوك يعود إلى عام 2013، فقررت إحالة الملف إلى نيابة الصحافة باعتبار اختصاصها".
وقال: "نيابة الصحافة قررت الإفراج عنه لعدم وجود ما يستدعي الحبس. بعد خروجه ووصوله إلى منزله، صدر بيان عن الحزام الأمني مساء اليوم ذاته، يتضمن اتهامات ضد عماد بعد الإفراج القضائي عنه، هي نفسها الاتهامات التي كانت ترددها حسابات ومنشورات في الفيسبوك".
مضيفا: "ورغم أن النيابة كانت قد فصلت في الأمر. جلس عماد في بيته يومين فقط، ثم جاءت قوة أمنية جديدة في اليوم الثالث وقالوا به قب، وأخذوه إلى سجن بئر أحمد منذ اسبوع كامل، وأمس (الثلاثاء 29 يوليو) أبلغ عائلته أنه لم يُسأل حتى سؤالًا واحدًا، ولا أحد فتح معه أي تحقيق".
وتابع: "عائلته تذهب للمسؤولين الأمنيين، فيقال لهم: "نحن نحقق في الامر"، ثم يذهبوا إلى عماد فيقول لهم: "والله ما حد حقق معي ولا حتى كلمني، جالس هكذا بالسجن أعد النجوم". وأردف: " يا جماعة، إن كان على الرجل شيء فلتحال قضيته إلى القضاء ليحاكمه وليحكم عليه".
يأتي هذا بالتزامن مع اختطاف مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية، الاسبوع الفائت، رئيس نقابة شركة مصافي عدن، غسان جواد، واقتادته إلى مكان مجهول، بعدما لفقت له تهمة لتسويغ اختطافه، على خلفية نشر رأيه في منصات التواصل الاجتماعي، ينتقد فيها فساد المليشيا بالتواطؤ مع ادارة شركة مصافي عدن.
تفاصيل:
المليشيا تختطف مسؤولا نقابيا (اسم+صورة)
وتشهد عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاختطافات والاعتقالات خارج القانون وجرائم الاغتيالات، دون ضبط الجناة.
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل:
الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل:
غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news