يمن إيكو|ترجمة:
أكدت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية أن الدافع الرئيسي وراء قرار ترامب بوقف حملة القصف ضد اليمن في مايو الماضي، هو أن الولايات المتحدة كانت على وشك أن تواجه خسارة كارثية كبرى، حيث كانت قوات صنعاء قد اقتربت كثيراً من إصابة حاملة الطائرات (يو إس إس هاري ترومان) في البحر الأحمر.
ونشرت الصحيفة، أمس الجمعة، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه: “شهد الشرق الأوسط العديد من الحروب الغريبة، ومعارك مفاجئة، وانتصارات لم يتوقعها أحد، وأحداثاً غريبة، حدث أحدها قبل شهرين تحت أنوفنا مباشرة، حيث هزم مسلحون يمنيون حفاة أقوى قوة في العالم”.
وأضافت: “لقد فعلوا ذلك في إحدى الليالي التي كان الرئيس ترامب سعيداً بنسيانها، وذلك بفضل هجوم واحد، بصاروخ واحد”.
ونقل التقرير عن مصدر دفاعي أمريكي قوله إن السبب الحقيقي وراء اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار وقف الحملة ضد اليمن هو أنه “في إحدى الليالي أدركت الولايات المتحدة مدى ضخامة الفجوة بين المكاسب والخسائر المحتملة، وهي ليلة كادت تفقد فيها شيئاً مهماً بالنسبة لها مثل الحياة البشرية، وربما أكثر”.
وبحسب الصحيفة فإنه “في ليلة 28 أبريل، هاجمت مجموعة حاملة الطائرات (هاري ترومان) أهدافاً شمال صنعاء وعلى طول الساحل، باستخدام أربع طائرات (إف-18) وقام الحوثيون بالرد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات صنعاء استخدمت في ذلك سلاحاً وصفته بـ”الجوكر” وهو صاروخ بالستي مضاد للسفن “يتم إطلاقه عالياً في مسار حاد يقوده إلى نقطة التقاء مع الهدف، وفي طريقه إلى الأسفل، يقوم بتشغيل رادار أو مستشعر بصري حتى يتمكن من فهم مكان تقدم هدفه، وإجراء الإصلاحات وفقاً لذلك والضرر”.
ووفقاً للصحيفة فإن قوات صنعاء امتلكت وقتها معلومات استخباراتية لتحديد موقع حاملة الطائرات (هاري تراومان) لاستهدافها بهذا الصاروخ، الذي أشارت إلى أنه “يطير على مدى أقل بقليل من 300 كيلومتر، برأس حربي يبلغ وزنه 650 كيلوغراماً، ويضرب بسرعة تفوق سرعة الصوت وتقدر دقته بحوالي 50 متراً”.
واعتبرت الصحيفة أن ذلك “شكل تحدياً للبحرية الأمريكية لأن الاكتشاف سهل، فالصاروخ الباليستي له بصمة مميزة للغاية، لكن الاعتراض، يشكل صداعاً نصفياً، إذ يسقط الصاروخ بسرعة تفوق سرعة الصوت، ومن السهل جداً على صواريخ الدفاع الأمريكية أن تفوته، كما أن قوته التدميرية أكبر بكثير من طائرة بدون طيار أو صاروخ كروز، وهناك فرصة جيدة ليتمكن من تعطيل مدمرة”.
وأضافت: “إن شيئاً كهذا يصطدم بسطح حاملة طائرات تضم مقاتلات بعضها يتم إعادة تزويده بالوقود، من شأنه أن يسبب مذبحة، وأي شخص واعٍ وغير مصاب سيكون مهتماً فقط بإخماد الحرائق والإنقاذ، وستصبح (ترومان) شبه عاجزة، وسيأتي باقي الأسطول لمساعدتها ولن تستمر في مهاجمة اليمن، ويمكن رؤية هذا الفشل الذريع بوضوح ومن مسافة بعيدة”.
وأوضحت أنه “عندما تعرضت الحاملة ترومان لإطلاق النار، واجهت السفن المحيطة بها صعوبة في الدفاع عنها، ومن المرجح أن عدة صواريخ اخترقت الدفاعات الصاروخية للمدمرات، وليس من المعروف ما إذا كان السبب هو تركيز النيران، أو نمط الإطلاق، أو العمليات التحويلية التي تنطوي على طائرات بدون طيار، والتي نفذها اليمنيون في الماضي”.
وأشارت إلى أن “الحاملة قامت بالتحرك بشكل متعرج بأقصى سرعة لتجنب النيران اليمنية، في أقصى درجات انعطافها تسببت بانفصال إحدى مقاتلاتها من طراز إف-18 عن حبالها وطارت من على سطح السفينة إلى الماء، وهكذا تحولت 70 مليون دولار من البراعة الهندسية الأمريكية، إلى مساكن بأسعار معقولة للأحياء البحرية والأخطبوطات”.
وبحسب الصحيفة فإنه “خلف الكواليس، بدأ خبراء البحرية بفحص سجلات الرادار ورصد حركة صواريخ العدو، ثم أعادوا رسم الأنماط، وصححوا الإحصاءات، وحدّثوا تقييمات المخاطر. وبعد الانتهاء، أبلغوا الأدميرالات بأن حاملة الطائرات قد تضرب في المرة القادمة”.
وأضافت أن “الفريق العسكري نجح في إقناع فريق الرئيس بوجود خطرٍ هنا، ليس فقط على السفينة والمصالح الأمريكية، بل على قدرة القوة العظمى على إبراز قوتها خارجياً، وسرعان ما أدرك فريق ترامب أن هناك احتمالاً لضررٍ جسيمٍ على المستوى المحلي أيضاً: فصورة حاملة الطائرات ترومان، رمز القوة الأمريكية، وهي تُسحب مصابةً إلى أقرب ميناء، ستكون كارثةً”.
وقالت الصحيفة إنه “لهذا السبب جاء قرار ترامب بوقف القصف، فإذا أصيبت سفينة أمريكية، وقتل جنود البحرية، فإن الجمهور الأمريكي سيطالب بالانتقام، وقد أوضح البنتاغون للرئيس أنه لا توجد طريقة للانتقام بدون غزو شمال اليمن، الأمر الذي سيشوه الصورة التي يحاول ترامب خلقها لنفسه: أنه جيد جداً في الصفقات لدرجة أنه لا يحتاج إلى الحروب”.
واعتبرت الصحيفة أن قرار ترامب كان “ضرورياً” لأن “الحرب لا تمارس من أجل القيام بها، ولكن من أجل تغيير الوضع الدبلوماسي، وبمجرد أن أدرك ترامب أنه ليس لديه الكثير ليكسبه ولكن الكثير ليخسره، فعل الشيء الصحيح”.
وأشارت الصحيفة إلى أن إصابة حاملة الطائرات “كان سيهشم صورة الرجل الحديدي” مشيرة إلى أن إعلان ترامب أن “الحوثيين طلبوا منه التوقف” ربما فاجأ اليمنيين أنفسهم، بسبب حقيقة الوضع الذي واجهته البحرية الأمريكية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news