الجنوب اليمني | خاص
في حادثة مروعة تعكس استمرار الإهمال الرسمي لأبسط متطلبات السلامة العامة ، لقي سبعة شبان من حي الممدارة في عدن مصرعهم غرقًا صباح اليوم الجمعة ، أثناء سباحتهم في ساحل جولدمور بمديرية التواهي في ظل غياب أي تواجد لفرق إنقاذ أو لافتات تحذيرية تنبه بخطورة البحر.
وقال شهود عيان لـ”الجنوب اليمني” إن الشبان دخلوا البحر في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة دون إدراك لمستوى الخطورة المرتفعة نتيجة اضطراب الأمواج والتيارات البحرية الشديدة ، وهو ما أدى إلى انجرافهم نحو عمق البحر وسط صرخات استغاثة لم تجد من ينقذهم.
وبحسب السكان فإن بعض المتواجدين حاولوا التدخل لإنقاذ الغرقى إلا أن قوة التيارات حالت دون ذلك ، مؤكدين أن الحادثة وقعت بسرعة مروعة وسط غياب أي تجهيزات أو فرق إنقاذ طارئة في الموقع ، وأضاف أحد الشهود: “كانوا يمرحون ويضحكون ثم فجأة ابتلعهم البحر واحدًا تلو الآخر ولم نجد أحدًا من الجهات المعنية يلبي نداء الاستغاثة”.
وأكدت المصادر أن الضحايا جميعًا من شباب حي الممدارة وتتراوح أعمارهم بين 15 و22 عامًا ، فيما لا تزال فرق البحث التي تحركت متأخرة تواصل عملياتها وسط أجواء من الحزن تسود الحي الذي فُجع بفقدان أبنائه.
ويُعرف ساحل جولدمور بكونه من أكثر المواقع زيارة في عدن، غير أن تجاهل السلطات لخطورته خلال مواسم اضطراب البحر وعدم نشر فرق إنقاذ أو لوحات تحذيرية يجعل زوار الساحل عرضةً للموت.
ورغم تكرار الحوادث في شواطئ عدن ، تستمر الجهات المحلية في التقاعس عن أداء دورها وسط انشغالها بإصدار قرارات صورية وعرض إنجازات وهمية لا تمس حياة الناس بينما يُترك المواطنون لمصيرهم في مواجهة البحر كما في مواجهة الغلاء وانقطاع الخدمات.
ويطرح الحادث تساؤلات مؤلمة عن مصير الأموال المخصصة لحماية أرواح المواطنين وعن أولويات الجهات المحلية التي تبدو منشغلة بحسابات سياسية ، ومزايدات دعائية أكثر من اهتمامها بسلامة المواطنين خصوصًا في ظل الهيمنة الأمنية والإدارية لمجلس انتقالي يواصل تقاسم المنافع مع حلفائه بينما لا يُرى أثر لأي إجراءات ميدانية ملموسة.
ويجدد المواطنون دعوتهم للسلطات المحلية في عدن إلى تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية واتخاذ إجراءات فورية لتأمين الشواطئ من خلال نشر فرق إنقاذ على مدار الساعة ، ووضع لافتات تحذيرية واضحة وتفعيل الرقابة على المواقع السياحية تفاديًا لمزيد من المآسي في مدينة تحولت فيها أرواح أبنائها إلى أرقام في تقارير باردة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news