في خطوة تكشف مجددًا عن سياسة الإفلات من العقاب والتضحية بالضعفاء، أقدمت مليشيا الحوثي على تحميل مخلص جمركي بسيط من أبناء تهامة مسؤولية كارثة شحنة الوقود المغشوش التي دخلت ميناء الحديدة مؤخرًا، وسط تكتّم على المتورطين الحقيقيين من نافذي الجماعة وتجار السوق السوداء.
وأفاد الناشط الحقوقي بسيم الجناني على صفحته يالفيسبوك أن أحمد طالب، وهو شاب يعمل بالأجر اليومي كمخلّص جمركي، تم تقديمه كـ”متهم رئيسي” في قضية شحنة الوقود الفاسد، بينما أُعفي مستورد الشحنة من أي مسؤولية، وجرى التغطية على المتورطين من كبار قيادات الحوثيين الذين أشرفوا على دخول وتوزيع الشحنة في السوق.
وقال الجناني: “تخيلوا، هذا هو كبش الفداء الذي تسبب بكارثة البترول المغشوش حسب روايتهم.. أحمد طالب، شاب بسيط من الحديدة، لا يملك من أمره شيئًا، زُج به في واجهة القضية، بينما يسرح ويمرح المتسببون الفعليون بكل حرية”.
وأكدت مصادر مطلعة أن شحنة الوقود دخلت عبر ترتيبات خاصة من قيادات حوثية نافذة تتقاسم أرباح تجارة النفط المغشوش، دون المرور بالإجراءات الرقابية أو الفحص الفني، ما تسبب في أضرار جسيمة لمحركات المركبات والمولدات في عدد من مناطق سيطرة المليشيا.
وتواجه مليشيا الحوثي اتهامات متكررة باستغلال سلطتها الأمنية والقضائية لإخفاء الأدلة وتبرئة المتورطين الحقيقيين في قضايا فساد كبرى، عبر تقديم موظفين صغار وعمال بسطاء كـ”ضحايا”، بهدف حماية مصالح شبكتها الاقتصادية التي تحتكر سوق الوقود وتحقق من ورائه أرباحًا طائلة.
وتطالب منظمات حقوقية وناشطون في تهامة بفتح تحقيق مستقل وكشف المتورطين الحقيقيين، ومحاسبة من سهّل إدخال الشحنة المغشوشة، ووقف سياسة القمع التي تمارسها المليشيا ضد المواطنين الأبرياء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news