مَن قتل صالح… ومَن قتل الرواية؟

     
جهينة يمن             عدد المشاهدات : 915 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مَن قتل صالح… ومَن قتل الرواية؟

فارس العدني

 

ثماني سنوات مضت على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والرواية التي اعتاد الناس ترديدها عن “الزعيم الذي قاوم حتى الرمق الأخير” بدأت تتآكل. لم تكن تلك الرواية تفصيلاً عابرًا في قصة نهاية صالح، بل كانت جوهرية في إعادة ترميم صورته السياسية، وبناء أسطورة جديدة للزعيم الجمهوري، الذي قُتل في منزله وهو يواجه المليشيا بشجاعة.

 

لكن يومًا ما… لا بد للحقيقة أن تنطق، وإن جاء صوتها من خارج حسابات الصمت الطويل.

 

في تصريح مفاجئ، كسر مدين صالح – نجل الرئيس الراحل – حاجز الرواية، وقالها ببساطة جارحة: والدي لم يُقتل في منزله، بل في الطريق إلى قريته، بعد أن غادر صنعاء أثناء انهيار التحالف مع الحوثيين. لم يكن في موقع قتال، بل في موقع انسحاب.

 

هذه الشهادة تُسقط الرواية التي استُخدمت لثماني سنوات كوسيلة لتجميل نهاية مأساوية، ولملمة صدمة السقوط، وبث روح رمزية في قواعد المؤتمر الشعبي العام. فالصورة التي ظلّت عالقة في أذهان أنصاره: زعيمٌ يقاتل من مترسه حتى النهاية، لا يعرف الهروب… تنهار اليوم أمام رواية أبنائه.

 

لقد قال مدين الحقيقة كما هي…

فـالبسطاء، الصادقون بالفطرة، لا يُجيدون تزوير الوقائع، حتى وإن كانت تداعياتها عليهم ثقيلة.

وفي اعترافه، سقطت سردية الزعيم الذي قُتل في منزله ومترسه، والذي لا يعرف الفرار.

 

لكن الأهم من السؤال عن “مكان مقتله”، هو السؤال عن “توقيت كشف الحقيقة”…

لماذا الآن؟

لماذا كُتمت الرواية الحقيقية لثماني سنوات؟

ولماذا لم يُذكر طارق صالح، الذي يقدَّم اليوم بوصفه “الامتداد السياسي والعسكري للزعيم”، بينما أشار مدين إلى نفسه وشقيقه صلاح فقط باعتبارهما من بقيا مع والده حتى اللحظة الأخيرة؟

 

هل كان الصمت حفاظًا على السردية؟ أم لأن الحقيقة لم تكن في مصلحة أحد؟

هل غاب طارق فعلاً عن المشهد الأخير؟ أم غُيّب ذكره عمداً؟

 

الأسئلة كثيرة… والإجابات ما زالت مغلقة في أدراج السياسة، والمصالح، والحسابات الشخصية.

 

لكن الأكيد أن ما قاله مدين – حتى لو لم يُكمل الرواية – قد هزّ الأسطورة… وأعاد فتح ملف لم يُغلق يومًا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

“ماربورغ”.. وباء جديد لا علاج له ولا لقاحات والحكومة اليمنية ترفع الجاهزية لمواجهته بإجراءات صارمة.. ماهي أعراضه ومخاطره؟

بران برس | 698 قراءة 

تصاعد التوتر في حضرموت.. “الانتقالي” يدفع بتعزيزات ضخمة و“بن حبريش” يدعو للإحتشاد بعد تهديدات بـ“معركة كبرى”

بران برس | 551 قراءة 

البنك المركزي اليمني يوضح حقيقة تقاضي “المعبقي” 40 ألف دولار شهريًا

بران برس | 372 قراءة 

الاستعداد لصرف مرتبات جديدة للجيش والامن في عدن

كريتر سكاي | 335 قراءة 

اختفاء ثلاثة قياديين بارزين من جماعة الحوثي، من بينهم المداني والحوثي.. هل اغتيلوا؟

المشهد اليمني | 291 قراءة 

وصول تعزيزات عسكرية الى حضرموت

كريتر سكاي | 280 قراءة 

قرار حاسم من عدن بشأن السفر إلى السعودية(وثيقة)

كريتر سكاي | 260 قراءة 

الراتب الشهري لمحافظ البنك المركزي اليمني “أحمد غالب المعبقي”

يمن ديلي نيوز | 248 قراءة 

بالتفاصيل: الجوازات السعودية تعلن الفئات الممنوعة نهائياً من تأشيرات الزيارة

نيوز لاين | 248 قراءة 

بالأسماء ترامب يفجّر القرار الأضخم.. تصنيف فروع (الإخوان المسلمين) في 3 دول عربية كمنظمات إرهابية!

موقع الأول | 244 قراءة