أسعار الطماطم تُحطم الأرقام القياسية في عدن.. والمواطنون يتساءلون: إلى أين؟

شهدت أسواق العاصمة المؤقتة عدن، اليوم، قفزة حادة وغير مسبوقة في أسعار الطماطم، حيث بلغ سعر السلة الواحدة ما يقارب 24 ألف ريال يمني، في مؤشر جديد على تفاقم الأزمة الاقتصادية وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين.

وأفاد عدد من الباعة والمواطنين في أسواق المدينة بأن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني خلال الساعات القليلة الماضية، نتيجة لانقطاع إمدادات الطماطم من المناطق المنتجة، إضافة إلى تردي الوضع اللوجستي وارتفاع تكاليف النقل وانهيار سعر العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.

ويأتي هذا الارتفاع الصادم في وقت يعاني فيه السكان من أوضاع معيشية بالغة الصعوبة، جراء تواصل تدهور الاقتصاد الوطني، وانهيار الخدمات الأساسية، وغياب أي خطط حكومية فاعلة لضبط الأسعار أو تأمين احتياجات المواطنين من السلع الغذائية الأساسية.

وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد من هذا الارتفاع الجنوني، مشيرين إلى أن سلة الطماطم باتت تُعادل ثمن وجبات طعام عائلة كاملة لعدة أيام، في ظل رواتب متوقفة أو متأخرة، وارتفاع جنوني في أسعار الوقود والكهرباء والمياه.

وأكد مختصون اقتصاديون أن هذا الارتفاع لا ينفصل عن سلسلة من الأزمات المترابطة، تشمل توقف عجلة الإنتاج الزراعي، وانهيار البنية التحتية للنقل، وغياب الرقابة السوقية، فضلًا عن التأثيرات السلبية للحرب المستمرة منذ سنوات، والتي انعكست بشكل مباشر على سعر الصرف وتكاليف المعيشة.

ودعا ناشطون وخبراء إلى تدخل عاجل من قبل السلطات المحلية والجهات المختصة لوقف التلاعب بالأسعار، وفرض رقابة صارمة على الأسواق، وفتح تحقيق في أسباب هذه الزيادات المفاجئة التي تهدد الاستقرار الاجتماعي.

ويُنظر إلى ارتفاع سعر الطماطم كمؤشر صادم على حجم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها عدن، حيث باتت سلعة بسيطة مثل الطماطم رفاهية لا يستطيع الكثيرون تحمل تكلفتها، في مشهد يعكس تدهورًا متسارعًا في مستوى المعيشة، وانزلاقًا نحو كارثة غذائية واقتصادية قد تتفاقم في ظل استمرار الغياب الفعلي للسياسات الداعمة للسكان.