أطباء بلا حدود: مجاعة الأطفال في اليمن تتسع.. والحرب تغلق أبواب النجاة

محافظة الحديدة تصدرت قائمة المناطق الأكثر تضررًا، بتسجيلها 2,117 حالة، تلتها محافظة حجة بـ 1,169 حالة، ثم تعز بـ 454 حالة..

حشد نت- عدن:

كشفت منظمة "أطباء بلا حدود"، السبت، عن أرقام صادمة بشأن تصاعد حالات سوء التغذية بين الأطفال في اليمن، مؤكدة أنها عالجت أكثر من 3,700 طفل يعانون من سوء تغذية حاد ووخيم خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية متفاقمة تهدد أرواح الآلاف.

وقالت المنظمة، في تقرير حديث، إن محافظة الحديدة تصدرت قائمة المناطق الأكثر تضررًا، بتسجيلها 2,117 حالة، تلتها محافظة حجة بـ 1,169 حالة، ثم تعز بـ 454 حالة، مشيرة إلى أن معظم الحالات تعاني من مضاعفات صحية ناتجة عن التأخر في تلقي الرعاية الطبية.

وأكدت "أطباء بلا حدود" أن الوضع يزداد سوءًا بفعل استمرار الحرب وتدهور النظام الصحي وانخفاض التمويل الإنساني، ما يجعل من الصعب الوصول إلى خدمات التغذية الأساسية، لا سيما في المناطق النائية والخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

وفي السياق ذاته، أشارت بيانات المنظمة إلى أنها قدمت، خلال العام 2024، الرعاية العلاجية لما يقارب 12 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم أكثر من 4,600 حالة في الحديدة، و3,500 في حجة، و2,500 في عمران، وهي أرقام تعكس الحجم المتنامي للأزمة.

وأوضحت المنظمة أن التراجع الحاد في حجم المساعدات الدولية يساهم في تفاقم الكارثة، محذرة من أن استمرار هذا الاتجاه يعني حرمان مئات الآلاف من الأطفال من فرص النجاة.

ودعت "أطباء بلا حدود" الجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم الإنساني وضمان استمراريته، لتفادي ما وصفته بـ"الانهيار الكامل لشبكة الحماية الغذائية" في اليمن، وإنقاذ حياة الفئات الأشد ضعفًا.

وتواجه اليمن، منذ اندلاع الحرب في 2015، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يعيش أكثر من 17 مليون شخص في انعدام أمن غذائي، بحسب تقارير أممية، بينما لا تزال معدلات سوء التغذية بين الأطفال تسجل أرقامًا قياسية، مع انهيار البنية التحتية للقطاع الصحي.