د/جهاد وادي:
تعيش محافظة لحج هذه الأيام واحدة من أشد الأزمات الخدمية والبيئية التي عرفتها في تاريخها، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن مديرياتها، وتراكم متزايد لأكوام القمامة في الشوارع، ما ينذر بكارثة وشيكة تهدد صحة السكان واستقرارهم المعيشي.
فالمدينة التي ترزح تحت وطأة حرارة خانقة، وأوضاع اقتصادية صعبة، دخلت في عتمة شاملة منذ أيام بسبب توقف محطات التوليد، وعجز السلطات المحلية عن تأمين الوقود أو صيانة الشبكات، في ظل غياب أي تصريح رسمي من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المحافظ، حول أسباب الأزمة أو ما إذا كانت هناك أي خطوات لحلها.
وفي موازاة هذا التدهور الكهربائي يتفاقم المشهد البيئي مع تكدّس النفايات وطفح مياه الصرف الصحي بشكل يومي في أحياء الحوطة وعدد من المديريات، حيث تفترش المخلفات الأرصفة، وتحيط بالمرافق العامة، دون وجود حملات نظافة أو تحرك فعّال من الجهات المختصة، ما حوّل المدينة إلى بيئة خصبة للبعوض والقوارض ومختلف مصادر التلوث.
وفي ظل هذا التدهور المتسارع، أطلق أبناء لحج نداءات استغاثة عاجلة إلى الحكومة المركزية ووزارات الكهرباء والمياه، والصحة، إضافة إلى المنظمات الإنسانية والدولية، للتدخل العاجل وإنقاذ المحافظة من الانهيار الكامل.
فالأزمة لم تعد مجرد معاناة، بل تخطّت ذلك إلى مرحلة الانهيار الشامل في مختلف جوانب الحياة، فالفساد المستشري، والغلاء الفاحش، والتدهور الاقتصادي، والجوع، وتوقف الخدمات الأساسية، وتعثر التعليم، جميعها مؤشرات تنذر بكارثة مجتمعية وإنسانية إن لم يتم التحرك سريعًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أمام كل هذا يواجه المواطن البسيط في لحج واقعه المؤلم وحيدًا، في ظل صمت رسمي مطبق، وغياب لأي دور فعّال من الجهات المسؤولة، ليبقى السؤال الأكبر معلقًا، إلى متى ستظل لحج تُترَك لمصيرها؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news