فجوة عميقة بين الشعب والحكم: الغزيون يطالبون بالتمثيل الحقيقي
صحفي عربي متخصص بشؤون الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية
مع تزايد الأزمات الإنسانية وتواصل الحرب المدمرة، يشعر كثير من سكان قطاع غزة أن قيادتهم السياسية باتت بعيدة كل البعد عن واقعهم اليومي، متهمةً إياها بالانشغال بالبقاء السياسي ومصالح النخبة، على حساب حياة المدنيين التي تنهار يومًا بعد يوم.
يشير عدد من السكان إلى أن الخطابات الصادرة عن القيادات السياسية لا تعكس حقيقة ما يواجهه الناس في الشوارع والمخيمات، حيث الجوع والتشريد والخوف من المجهول. "نحن نعيش تحت القصف والركام، بينما قرارات مصيرية تُتخذ من خارج غزة"، قال شاب نازح من حي الشجاعية، مضيفًا: "من يتحدث باسمنا لا يسمع صوتنا، ولا يشاركنا محنتنا."
ويرى محللون أن الاعتماد المتكرر على الخطاب الديني أو الشعارات المقاومة دون تقديم حلول ملموسة فاقم من عزلة القيادة وأضعف من ثقة الشارع بها. كما أن استمرار الانقسام الداخلي والتردد في قبول المبادرات السياسية زاد من تدهور الأوضاع وساهم في تآكل فرص إنهاء الأزمة.
في ظل هذا الوضع، تتصاعد دعوات داخلية لإعادة النظر في شكل القيادة ومستوى تمثيلها الحقيقي للناس. يطالب العديد من النشطاء والمثقفين بتجديد القيادة الفلسطينية عبر آليات ديمقراطية شفافة، تركّز على احتياجات الشعب وتضمن صوت المواطن في صنع القرار.
ومع ازدياد عدد الضحايا وتراجع الأمل في حلول قريبة، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا في شوارع غزة: متى تتوقف المعاناة؟ ومتى يعود القرار إلى من يعيش الألم لا من يراقبه من بعيد؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news