في خطاب جديد لا يخلو من المفارقات، وجّه زعيم ميليشيا الحوثي عبد الملك الحوثي نداءً عاجلًا إلى السعودية والأردن لفتح ممرات برية أمام مقاتليه للعبور نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، مدعيًا رغبته في "نصرة أبناء غزة ومساندة المقاومة".
الخطاب الذي أتى في وقت يعيش فيه الشعب اليمني تحت وطأة الجوع والحصار والقمع الذي تفرضه الميليشيا الحوثية، اعتبره مراقبون محاولة رخيصة لاستعطاف مشاعر العرب عبر المزايدة على قضية فلسطين، بينما تمعن جماعته في قتل اليمنيين وفرض سلطتها بالحديد والنار في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وقال الحوثي إن "الشعب اليمني سيتحرك بمئات الآلاف لنصرة الشعب الفلسطيني"، متجاهلًا أن ملايين اليمنيين يُمنعون حتى من الخروج في مظاهرات سلمية داخل بلادهم خوفًا من بطش جماعته، وأن أبناء الحديدة وحجة وتعز وصعدة يعانون المجاعة والدمار بسبب سياساته.
وادعى زعيم الجماعة أن أنشطتهم التدريبية وصلت إلى أكثر من مليون وسبعة آلاف متدرب، في وقت تنهار فيه الخدمات العامة، وتغلق المدارس والمستشفيات، وتُفرض الجبايات تحت ذرائع واهية، فيما تستمر الجماعة في تجنيد الأطفال وزجّهم في معارك عبثية.
اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها الحوثي دعوة كهذه، وكأنما يسعى عبر التكرار إلى صناعة بطولات وهمية خارج الحدود، بينما الواقع على الأرض يكشف عن زعيم ميليشياوي لا يتقن سوى تفجير المنازل، وخطف المعارضين، ونهب مؤسسات الدولة.
ويرى ناشطون يمنيون أن خطاب الحوثي ما هو إلا مسرحية دعائية تهدف إلى تلميع صورته القمعية وتصدير أزماته الداخلية، في محاولة يائسة لتبرئة نفسه أمام الرأي العام العربي والإسلامي الذي بات يدرك حقيقة الميليشيا الحوثية كأداة بيد إيران لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news