في تطور خطير يعيد خلط أوراق الصراع الإقليمي، عادت جماعة الحوثيين في اليمن لتشعل الجبهة البحرية عبر البحر الأحمر وبحر العرب، مستهدفة السفن المتجهة إلى إسرائيل، ومتوعدة بالمزيد من الضربات في الداخل الإسرائيلي والخارج. وفي مقابلة نادرة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف قيادي حوثي بارز عن نوايا الجماعة لتوسيع عملياتها، مؤكدًا أن "اليهود هدف مشروع"، ومعلنًا بوضوح: "نريد أن تمحى إسرائيل من الوجود".
رسائل صريحة: من صنعاء إلى القدس:
في حوار خاص مع "يديعوت"، لم يُخفِ القيادي الحوثي عداءه العلني لإسرائيل، واصفًا إياها بـ"الكيان الغاصب"، ومتوعدًا بمواصلة استهدافها عسكريًا ومعنويًا في إطار ما وصفه بـ"محور القدس" الذي يشمل إيران، حزب الله، وسوريا.
وقال القيادي إن جماعته تخوض "نضالًا مقدسًا" من أجل تحرير فلسطين، وأضاف: "المعادلة تغيّرت بعد غزة، وسنواصل تفكيك الكيان من كل الجهات".
خلفيات التصعيد: بين انتقام إيراني ورسائل لترامب
ربطت مراكز بحثية إسرائيلية أسباب عودة الحوثيين للهجوم بعد هدوء نسبي، بثلاثة احتمالات رئيسية:
الرد على غارات إسرائيلية استهدفت مواقع الحوثيين في الحديدة.
تشتيت الانتباه عن الهجمات على إيران، ومحاولة صرف الأنظار عن برنامجها النووي.
الضغط على ترامب لوقف الحرب في غزة من خلال إعادة تسخين الجبهة البحرية.
ويُنظر إلى توقيت الهجمات كأداة لنسف أي اتفاق إقليمي جديد تقوده واشنطن، في ظل سعي ترامب لما يسميه "الصفقة الكبرى".
إيلات تنهار.. والميناء يلفظ أنفاسه الأخيرة
انعكاسات التصعيد الحوثي تجاوزت التهديد العسكري، وامتدت إلى الشريان البحري الإسرائيلي. فقد أكد موقع "ذا ماركر" أن ميناء إيلات توقف عمليًا عن العمل بعد انهيار إيراداته بنسبة 80% خلال عام واحد فقط، نتيجة حصار الحوثيين.
عدد السفن الواصلة إلى إيلات عام 2025 لا يتجاوز ستًا فقط.
بلدية المدينة لجأت إلى الحجز على حسابات الميناء بسبب تراكم الديون، وسط توقعات بإغلاقه رسميًا خلال أيام.
إسرائيل تبحث عن حل.. والعين على طهران
في ظل العجز عن وقف الهجمات عبر القوة وحدها، تدرس إسرائيل عدة سيناريوهات:
اتفاق سياسي مع إيران أو حماس يتضمن وقف إطلاق النار من اليمن.
استمرار الضربات الجوية ضد مواقع الحوثيين.
تشجيع الحكومة اليمنية على التحرك البري ضد الجماعة.
لكن مصادر عسكرية إسرائيلية تحذر من "الرهان على حلول مؤقتة"، وتقول إن الحوثيين لا يشبهون حزب الله، و"قرارهم أكثر انفلاتًا".
ترامب في مأزق.. بين الهدنة والهيبة
رغم مطالبات إسرائيل العاجلة بدعم أمريكي مباشر، يُرجح أن ترامب لن يرد حاليًا، ما لم تُستهدف القوات أو السفن الأمريكية مباشرة.
لكن تجاهل التصعيد قد يُفهم كـ"ضعف"، ويضرب صدقية الاتفاق الذي أبرمته واشنطن مع الحوثيين سابقًا.
خبير إسرائيلي علّق بالقول: "الحوثيون يشدون الحبل أكثر من اللازم... وقد ينقطع قريبًا".
الحوثيون: عدو لا يُستهان به
تُجمع التقديرات الإسرائيلية على أن جماعة الحوثيين، رغم بنيتها القبلية، تملك صواريخ إيرانية متطورة ووحدات إطلاق منضبطة، ويصعب رصدها استخباريًا.
أحد الخبراء وصفهم بـ"العدو الذي يرتدي النعال"، لكن بقدرات غير متوقعة. وأضاف: "لم تنجح كل الضربات الجوية السابقة في تحجيمهم... والخطر مستمر".
السيناريو القادم: تصعيد إقليمي أم انفراجة؟
الخيار الأكثر ترجيحًا لإخماد هذه الجبهة قد يكون اتفاقًا نهائيًا لوقف إطلاق النار في غزة. لكن إن تعثّر، فإن المواجهة البحرية مرشحة لمزيد من الاشتعال، ومعها ستدخل إسرائيل مرحلة جديدة من التحدي: "عدو صغير... يضرب في العمق".
الوسوم
إسرائيل
الحوثي
اليمن
صنعاء
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news