اليمن يبحث عن قلبه الضائع

     
البلاد الآن             عدد المشاهدات : 54 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
اليمن يبحث عن قلبه الضائع

د. فياض النعمان

لا يزال اليمن يمرّ بمرحلة مفصلية تتراكم فيها آثار الحرب والانقسام السياسي والتدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ورغم الترويج المتكرر لمفاهيم السلام والمصالحة وإعادة الإعمار فإن جوهر الأزمة اليمنية لا يزال قائمة ومفتاح الحل لم يلامس بعد فاليمن بكل مكوناته يبحث عن قلبه الضائع قلب الدولة وقلب المواطن وقلب الهوية الوطنية.

الفقدان لم يكن وليد الصدفة أو نتيجة طبيعية لتحولات الزمن ولكنه جاء نتيجة انقلاب واضح ومباشر نفذته مليشيات الحوثي الارهابية عام 2014 حين أسقطت الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية والدستورية وبدأت حرب عبثية ذات طابع سلالي مناطقي عنصري طائفي تم تسويقها عبر شعارات دينية زائفة وكاذبة ورهنت اليمن بالكامل للمشروع الإيراني الدخيل على اليمن والمنطقة.

لقد أدى المسار الانقلابي إلى تدمير البنية المؤسسية للدولة وخلق انقسامات اجتماعية ومناطقية عميقة وسحق مظاهر التعدد والتعايش داخل المجتمع ومع تمدد مايشيات الحوثي الانقلابية تحول التعليم إلى أداة تعبئة طائفية والإعلام إلى منصة ترويج للكراهية وتمت مصادرة المال العام وقمع الحريات وشيطنة كل ما هو وطني.

الحديث عن السلام في ظل هذه المعطيات يبقى قاصر ما لم يتم الاعتراف بجذور الأزمة ومحاسبة المتسببين فيها فالمصالحة الوطنية لا تبنى على المجاملة أو محو الذاكرة وانما على الاعتراف بالحقيقة والعدالة الانتقالية والمشاركة المتكافئة في صياغة مستقبل اليمن الحبيب.

وفي هذا السياق يبرز دور الشباب كعنصر محوري لا يمكن تجاوزه رغم معاناتهم من التهميش والتجنيد القسري وهجرة الكفاءات ظل الشباب اليمني حاضر في الدفاع عن قيم الدولة والدعوة للسلام والعمل المدني وهم الفئة الأقدر على إعادة تعريف الهوية الوطنية وترميم الشرخ المجتمعي والمضي نحو بناء وعي سياسي جديد لا يستنسخ صراعات الماضي.

إشراك الشباب في الحياة العامة ومنحهم المساحة اللازمة للتعبير والمشاركة واتخاذ القرار ليس خيار تكميلي وانما ضرورة استراتيجية لاستعادة توازن اليمن ومستقبله.

فإذا أردنا الخروج من هذه الدوامة فلا بد من تجاوز الحلول السطحية والتسويات الهشة والانطلاق نحو تشخيص جذري للأزمة ومواجهتها فكريا وسياسيا فاليمن لا يحتاج إلى هدنة مؤقتة ولكنه يحتاج إلى مشروع وطني يعيد الاعتبار للهوية اليمنية ويؤسس لدولة مدنية عادلة تتسع لجميع أبنائها.

فاستعادة قلب اليمن تبدأ من علاج الجرح ومحاسبة من تسبب به وتحرير القرار الوطني من الارتهان وتكريس مفاهيم المواطنة والشراكة الحقيقية فالشباب هم مفتاح هذا التحول وهم قلب اليمن النابض الذي يمكن أن يعيده إلى الحياة من جديد.

تعليقات الفيس بوك


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تفاصيل صادمة ...الكشف عن خفايا اعتراف مدين علي عبد الله صالح بقتل والده في قرية الجحشي بسنحان

جهينة يمن | 621 قراءة 

الكشف عن اين كان طارق صالح قبيل مقتل الرئيس صالح في صنعاء

كريتر سكاي | 568 قراءة 

الداعري: هل قتل عفاش وهو هارب أومنسحب تكتيكيا من منزله المحاصر بالثنية؟

مراقبون برس | 428 قراءة 

مَن قتل صالح… ومَن قتل الرواية؟

جهينة يمن | 392 قراءة 

تنبيه هام: تفاصيل مثيرة للقلق بشأن البطاقة الشخصية الإلكترونية الجديدة بعدن

المرصد برس | 350 قراءة 

وفاة شاب على يد ”راقي شرعي” خلال جلسة طرد جن في اليمن"شاهد فيديو صادم"

جهينة يمن | 305 قراءة 

البنك المركزي اليمني بعدن ينجح في تأمين تمويل دولي لتطوير نظام المدفوعات ويستعد لإطلاقه أغسطس المقبل

صحيفة ١٧ يوليو | 253 قراءة 

تحسن جديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في عدن اليوم الأحد

يني يمن | 248 قراءة 

إعلان واحد قلب الموازين: كيف تغيّر مسار الريال اليمني في اليمن ؟

نيوز لاين | 243 قراءة 

الصحفي الداعري: "هذه هي خلاصة وثائقي العربية حول المعركة الأخيرة لصالح" (فيديو)

مراقبون برس | 218 قراءة