في مشهد متكرر لانتهاكات مليشيا الحوثي بحق القطاع التجاري، أغلقت الجماعة مساء الإثنين سوق الجملة للخضروات التابع لنادي شعب إب الرياضي، وسط مدينة إب، في خطوة قوبلت باستياء واسع بين التجار وسكان المدينة.
وقالت مصادر ميدانية إن عملية الإغلاق جاءت بعد تحركات من القيادي الحوثي معين الأبرقي، والذي أنشأ سوقًا خاصًا به في منطقة “السبل”، ويسعى منذ أسابيع لفرضه كبديل للسوق القائم، مستغلًا سلطته ونفوذه الأمني لإجبار التجار على الانتقال إليه.
ووفقًا لشهود عيان، حضرت أطقم مسلحة تتبع إدارة أمن المحافظة إلى السوق وأغلقت بواباته، ومنعت أصحاب المحلات من ممارسة أعمالهم، دون تقديم أي توضيحات أو قرارات رسمية، ما أثار حالة من الغضب في أوساط التجار.
احتجاجات صامتة وغضب يتصاعد
عدد من التجار رفضوا الاستجابة لتلك الإجراءات، مؤكدين أن السوق الحالي يتمتع بموقع استراتيجي وخدمة مجتمعية كبيرة، ولا يمكن استبداله بسوق تم إنشاؤه لأغراض شخصية من قبل قيادات حوثية.
كما نقل الإعلامي محمد مزاحم عن مسؤولين في نادي شعب إب استغرابهم من صمت الجهات المعنية، معتبرين أن ما يحدث ليس سوى محاولة مكشوفة للسيطرة على ممتلكات النادي، عبر ذرائع واهية وخلافات داخلية يتم تضخيمها.
تورّط رسمي وصراع مصالح
مصادر داخل النادي كشفت عن خلافات عميقة بين أعضائه، على خلفية ما اعتبروه “تواطؤًا” من رئيس النادي المعيّن من الحوثيين، عبدالواحد صلاح، الذي يشغل أيضًا منصب محافظ إب، في تسهيل عملية الاستحواذ على السوق.
وتفيد المعلومات بأن مستأجر السوق الحالي لم يلتزم بدفع الإيجارات لفترة طويلة، وهو ما تم توظيفه كغطاء قانوني من قبل الأبرقي لنقل السوق إلى موقعه الجديد.
سياق أوسع من الانتهاكات
هذه الحادثة ليست معزولة، إذ وثقت مصادر محلية تعرض عدد من التجار خلال الأشهر الماضية للاعتقال والإجبار على توقيع التزامات بنقل محلاتهم إلى مواقع جديدة تابعة لقيادات حوثية، في إطار سياسة منهجية للسيطرة على الموارد التجارية في المحافظة.
ويأتي ذلك في ظل تزايد التحذيرات من تداعيات هذه الانتهاكات على البيئة الاستثمارية، وعلى مستقبل المؤسسات الرياضية مثل نادي شعب إب، الذي يواجه منذ سنوات محاولات مصادرة لأراضيه ومرافقه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news