يبدي المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى المحتجزين في غزة آدم مولر، تفاؤلاً بشأن التوصل إلى اتفاق في غزة، مشيراً إلى أن ما تبقى «يتعلق بتفاصيل صغيرة»، في حين تستمر الحرب على القطاع بالقصف والتجويع.
وقال مولر: «حان الوقت لتفرج حماس عن الرهائن وأنا متفائل أكثر مما كنت، وهناك شعور جديد بالقدرة على إنجاز شيء ما في غزة».
وأشار إلى أن «الإسرائيليين يريدون إنجاز شيء ما وحماس عنيدة جداً». ونصح حماس «بقبول عرض الاتفاق الذي تقدمه إسرائيل وأمريكا».
يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن الوفد الإسرائيلي الذي وصل مؤخراً إلى الدوحة يحمل تفويضاً موسعاً من القيادة السياسية لمناقشة وقف دائم للحرب، في سابقة لم تشهدها جولات التفاوض السابقة.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن المفاوضات تدور حالياً حول اتفاق إطار يشمل هدنة مبدئية تمتد لـ60 يوماً، تُفتح خلالها المعابر بشكل أوسع، وتُطلق فيها دفعة من الأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، مع الالتزام بإجراء مفاوضات لاحقة لإنهاء الحرب وبحث مستقبل الحكم في غزة.
التحول اللافت في الموقف الإسرائيلي، بحسب «هآرتس»، جاء نتيجة ضغوط متصاعدة من عائلات الأسرى الإسرائيليين، ومن واشنطن.
ويبدو -حسب الصحيفة- أن إسرائيل، ولأول مرة، لا تشترط القضاء على «حماس» كشرط مسبق لإنهاء القتال، بل تُلمّح لقبول بقاء الحركة ضمن معادلة مستقبل غزة، بشرط وقف القتال وضمان عدم عودة التهديدات المسلحة من القطاع.
قصف وتجويع
في المقابل، لا تزال عمليات القصف مستمرة، حيث أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 73 فلسطينياً على الأقل بنيران القوات لإسرائيلية، غالبيتهم في شمال القطاع.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء فوري للفلسطينيين وسط القطاع. وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي إن الجيش «يوسع أنشطته» في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح وهي «منطقة لم يعمل فيها من قبل»، فيما تحدثت مصادر ميدانية عن تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات ومخازن الإغاثة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في حصيلة جديدة وفاة 86 فلسطينياً بسبب الجوع وسوء التغذية في القطاع، منهم 18 حالة خلال 24 ساعة. وأفادت مصادر طبية بأن المستشفيات في غزة تستقبل يومياً مئات الحالات التي تعاني من إجهاد حاد وأعراض خطيرة نتيجة الجوع، تشمل فقدان الذاكرة ونقص الطاقة الحاد.
وأشارت المصادر إلى أن إجمالي الوفيات جراء الجوع بلغ حتى الآن 86 شخصاً، بينهم 76 طفلاً، معظمهم في شمال القطاع، حيث يعاني نحو 17 ألف طفل من سوء تغذية حاد، مع وجود ما لا يقل عن 800 طفل مصابين بسوء تغذية حاد وخطير.
وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي أن الطواقم الطبية تعمل دون طعام منذ أكثر من 24 ساعة، محذراً من تصاعد أعداد الوفيات خلال الساعات المقبلة نتيجة غياب الغذاء والعلاج، وقال: «نحن أمام عملية إبادة جماعية منظمة بالتجويع».
حشود الجياع
وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن قافلة تابعة له تتألف من 25 شاحنة وتحمل مساعدات غذائية إلى شمال غزة، «واجهت حشوداً ضخمة من المدنيين الجائعين تعرّضوا لإطلاق نار»، وذلك بعيد عبورها المعابر مع إسرائيل واجتياز نقاط التفتيش.
وشكك الجيش الإسرائيلي في عدد الضحايا، قائلاً إن الجنود أطلقوا «نيران تحذيرية لإزالة تهديد مباشر».
وقال قاسم أبو خاطر (36 عاماً) من مخيم جباليا شمال غزة لوكالة فرانس برس: «المشهد صعب جداً. آلاف الناس متجمعون يحاولون الحصول على الطحين.. تزاحم وتدافع مميت لنساء ورجال وأطفال».
وتابع: «وصلنا لمرحلة وكأننا أموات لا أرواح فينا. الدبابات تطلق القذائف بشكل عشوائي علينا وجنود الاحتلال يطلقون النار.. عشرات الناس استشهدوا أمام عيني ولا أحد يستطيع إنقاذ أحد».
وأفاد حسن رضوان (41 عاماً) من الشجاعية: «حصلت على كيس طحين بصعوبة والموت يرافقني بأي لحظة. كان من الممكن أن أموت بسبب إطلاق النار الكثيف من الجنود والدبابة». وأضاف: «غزة تموت بكل معنى الكلمة».
وأظهرت لقطات مصورة لـ«فرانس برس» سيارة إسعاف تدخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة تقل جرحى، بينما تكدست الأكفان على الأرض في محيط المستشفى
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news