"جاؤوا بالجرافات، ومعها مسلحون ملثمون، لم يسألونا، لم ينذرونا، فقط بدؤوا بالهدم"، بهذه الكلمات وصف أحد سكان محضة الخرشة في مديرية الصفراء ما جرى لأرضه ومحله التجاري. شهادة واحدة ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تطال المدنيين في محافظة صعدة على يد ميليشيا الحوثي، بذريعة "توسعة ساحة الرسول الأعظم".
المشهد ليس جديدًا، لكنه يتكرر بعنف أكبر هذه المرة: خلال الأيام الماضية، نفذت الجماعة حملة تجريف وهدم لمنازل ومتاجر في المنطقة، مستخدمة أربع جرافات برفقة عشرات المسلحين، استهدفت بها أراضي تعود ملكيتها لعائلات محلية، دون إذن قضائي أو إجراءات تعويض. حسب مصادر محلية نقلت عنها "الشرق الأوسط".
الساحة التي تدّعي الجماعة توسيعها تُستخدم سنويًا لإقامة فعاليات حوثية طائفية وسياسية، لكن توسعتها تأتي دائمًا على حساب السكان. مصادر محلية أكدت أن التوسعة الأخيرة لا تتعدى بضع عشرات من الأمتار، بينما الأضرار طالت منازل قائمة منذ عقود.
الأخطر، وفق السكان، أن الميليشيا أجبرت بعض الأهالي على توقيع تنازلات عن أراضيهم، فيما تم اعتقال الرافضين للامتثال، ما يجعل القضية أكبر من مجرد توسعة، بل امتدادًا لسلسلة مصادرات عقارية بالقوة.
قبل عامين فقط، شهدت منطقة غلفقان في ذات المديرية قصة مشابهة، حينما استولى القيادي الحوثي "أبو زيد الطاؤوس" على أرض خاصة بحجة إقامة فعالية مؤقتة، لكن الأرض بقيت تحت سيطرة الجماعة إلى اليوم، دون التزام بأي من الوعود بإعادتها.
يتخوف أبناء الصفراء من أن تتحول مديريتهم إلى نموذج لما تريده الجماعة في صعدة: أرض بلا مُلّاك، وفعاليات بلا موافقة، وقرارات تصدر من فوق رؤوس الناس. السكان يتساءلون: لماذا لا تشتري الجماعة أراضي جديدة من أموال الإيرادات التي تتحكم بها؟ ولماذا لا يتم تعويض المتضررين؟ ولماذا دائمًا تبدأ الفعاليات بمصادر ممتلكات المواطنين اليمنيين؟.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news