في صرخة مدوية تعكس واقعًا مريرًا، كشف الفنان اليمني الكبير حسان ردمان عن معاناته ومعاناة الكثير من زملائه الفنانين في مدينة مأرب، حيث يواجهون ظروفًا معيشية قاسية تتهدد قدرتهم على العطاء والإبداع.
وجاءت تصريحات ردمان من خلال منشوره على صفحته بمنصة "الفيس بوك" رصدها محرر "صوت العاصمة" لتسلط الضوء على واقع مؤلم يعيشه مبدعون أفنوا حياتهم في خدمة الفن والوطن.
عشر سنوات في مخيم للنازحين.. و"راتب 200 ريال كل ثلاثة أشهر"
تحدث ردمان بمرارة عن حياته في مأرب، حيث يعيش هو وأسرته منذ عشر سنوات في "فصل دراسي بمخيم النازحين"، مؤكدًا أن "هذا ليس عيبًا أو انتقاصًا في مخيمات النزوح". لكن المأساة تكمن في الاعتماد على دخل شحيح لا يكاد يسد رمق الحياة.
يوضح ردمان الوضع قائلاً: "أنتظر راتب ما يعادل مائتي ريال سعودي كل ثلاثة أشهر، أو أنتظر إلى رمضان لأعمل عملاً دراميًا بمبلغ لا يغطي مصروف شهر أو شهرين، وبعد الشهرين أبقى حبيس زوايا الغرفة لا مهرة ولا عمل."
ويكشف أن هذا ليس حاله وحده، بل هو "وضع أغلبهم"، متسائلاً بأسى: "هل كلف أحدكم نفسه يسأل عن الفنانين الذي في مأرب؟"
صراع من أجل البقاء.. ومناشدة "لا تحاربوني"
يواجه الفنانون في مأرب، حسب ردمان، تحديًا مزدوجًا: معاناتهم من الفقر وتجاهل أوضاعهم، ثم تعرضهم للمحاربة والتشويه عندما يحاولون إيجاد فرص عمل أو تحسين أوضاعهم.
يقول ردمان: "تنتظروا لما يسير واحد يدور له عمل أو يحاول يجد له فرصة، تزيدوا تحاربوه وتشوهوه وتحرضوا ضده."
ووجه ردمان رسالة إلى من ينتقدونه قائلاً: "يا أخي، قدك الذي ما حسنت وضعي ولا جبت لي راتب ساع الناس، اتركني في حالي أدبر أموري عشان أتفضى للجبهة الإعلامية أكثر وأنتج أكثر؛ لأنه مستحيل تناضل وأنت جائع وأنت بتدور ما تأكل." هذه الكلمات تلخص معاناة فنان يرى أن الإبداع لا يمكن أن يزدهر في ظل الجوع والحرمان.
مبدأ ثابت ومطلب واضح
رغم كل الصعوبات، يؤكد ردمان أن مبدأه ثابت وهو قضيته الأساسية ضد جماعة الحوثي، مشددًا على أن "من يغير مبدأه هو من يذهب مع الحوثي". وأشار إلى انضمامه لقيادة الوالد رداد الهاشمي، قائد محوري البقع وكتاف، الذي يقدر الناس والإعلاميين، ويعد عدوه الوحيد هو الحوثي.
في نهاية تصريحه، وجه ردمان اعتذارًا لمن أساء إليه بغير قصد، متمنيًا ممن أساءوا إليه وحرضوا ضده أن يسامحهم الله. وعبر عن خيبة أمله من عدم تلقيه أي سؤال عن أحواله من "الأرقام والصفحات الكبيرة" التي راسلته لمعاتبة على منشورات سابقة، وهو ما يعكس حجم الإهمال الذي يواجهه الفنانون في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news