مدينة إب تحت رحمة السيول.. وإهمال المسؤولين يفاقم المأساة

     
إيجاز برس             عدد المشاهدات : 111 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مدينة إب تحت رحمة السيول.. وإهمال المسؤولين يفاقم المأساة

 

 

في كل زاوية من زوايا مدينة إب الخضراء، التي طالما تغنى بها الشعراء وتزينت بجمالها الطبيعة، تتجلى اليوم مأساة إنسانية تدمي القلوب، وليست الكارثة هنا مجرد أمطار غزيرة أو سيول جارفة، بل هي حصيلة إهمال مزمن وتجاهل متعمد من قبل من أوكلت إليهم أمانة حماية الأرواح والممتلكات.

 

إب، التي كانت يوماً ما قبلة للجمال، أصبحت اليوم مسرحاً لقصص الوجع، حيث تتلاطم أمواج السيول بأحلام البسطاء، وتجرف معها ما تبقى من أمل في غد أفضل، أما المسؤولون، الذين كان من المفترض أن يكونوا صمام الأمان، تحولوا إلى متفرجين، بل وربما مستفيدين من هذه الكوارث، وكأن أرواح الناس وممتلكاتهم غنيمة باردة تُضاف إلى سجلات فسادهم.

 

لم تكن السيول التي اجتاحت مدينة إب مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل كانت كاشفاً قاسياً لحقيقة مرة، من بنية تحتية متهالكة، وشبكات تصريف معدومة، وتخطيط عشوائي للمدينة، فكل قطرة مطر تحولت إلى سيل جارف، وكل سيل تحول إلى كارثة.

 

الأسر فقدت منازلها، والممتلكات جُرفت، والأهم من ذلك، الأرواح أزهقت، أطفال ونساء ورجال، كانوا قبل لحظات يمارسون حياتهم الطبيعية، أصبحوا بين عشية وضحاها ضحايا لإهمال المسؤولين.

قصص مأساوية تتوالى، عن أسر كاملة ابتلعتها السيول، وعن ناجين فقدوا كل ما يملكون، ولم يتبق لهم سوى الألم واليأس، إنها ليست مجرد أرقام في تقرير، بل هي حكايات إنسانية تروي فصولاً من المعاناة، وتكشف عن حجم الجريمة التي ترتكب بحق هذه المدينة الصامدة.

 

في خضم هذه المأساة، يبرز دور المسؤولين كعلامة استفهام كبرى، فبدلاً من أن يكونوا في الصفوف الأمامية لإنقاذ المتضررين وتقديم العون، يبدو أنهم غارقون في حساباتهم الخاصة، وكأن مدينة إب بضحاياها ومعاناتها ليست سوى غنيمة جديدة تضاف إلى رصيدهم.

فلا خطط استباقية، ولا استجابة سريعة، ولا بنية تحتية قادرة على تحمل الكوارث، فققط كل ما هنالك هو صمت مطبق، وتصريحات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع.

إن هذا الإهمال المتعمد، وهذا التجاهل الصارخ لمعاناة الناس، لا يمكن وصفه إلا بالجريمة، فالمسؤولية هنا لا تقتصر على التقصير في الواجب، بل تتعداها إلى استغلال الكارثة لتحقيق مكاسب شخصية، في مشهد يثير الاشمئزاز ويدعو إلى الثورة على هذا الواقع المرير.

إن ما يحدث في مدينة إب ليس مجرد كارثة طبيعية، بل هو نتاج تراكمات من الإهمال والفساد، وتعبير صارخ عن غياب الضمير الإنساني لدى من بيدهم الأمر، وإن صرخة الضحايا، وأنين المتضررين، يجب أن تكون جرس إنذار يدق في آذان كل مسؤول، وكل من يرى في هذه المدينة وأهلها مجرد أرقام أو غنائم.

فهل من مستجيب؟ هل من ضمير يستفيق قبل فوات الأوان؟ أم أن إب ستظل تدفع ثمن إهمال المسؤولين، وتغرق في بحر من المعاناة، بينما يواصل الفاسدون رقصهم على أنقاضها؟ إنها دعوة للصحوة، دعوة للتحرك، قبل أن تتحول هذه المدينة الخضراء إلى مجرد ذكرى مؤلمة في سجلات التاريخ.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: شاهد اول صورة لمقر وزارة الداخلية عقب غارات إسرائيلية عنيفة في صنعاء

جهينة يمن | 1219 قراءة 

الكشف عن أهداف الغارات الإسرائيلية في صنعاء

تهامة 24 | 1170 قراءة 

تفاصيل الغارات الإسرائيلية العنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء قبل قليل

مساحة نت | 974 قراءة 

نتنياهو يوجه تحذيرا لقطر

الحدث اليوم | 833 قراءة 

شاهد نتيجة الشوط الأول من مباراة اليمن والسعودية في نهائي كأس الخليج

المنارة نت | 795 قراءة 

غارات إسرائيلية على صنعاء تطيح بـ9 قيادات حوثية بارزة

المرسى الاخباري | 769 قراءة 

عاجل:الكشف عن الاماكن المستهدفة بينها هذا الامر في صنعاء

كريتر سكاي | 735 قراءة 

الحوثيين يستفزون قطر بعد الهجوم الإسرائيلي بتعليق وقح وصادم

المشهد اليمني | 691 قراءة 

أسماء المواقع التي استهدفها الطيران الإسرائيلي في العاصمة صنعاء ( صور)

اليوم برس | 605 قراءة 

الرئيس الزُبيدي يدعو إلى الاحتشاد في العاصمة عدن

عدن تايم | 562 قراءة