بعد غياب.. ابو عبيدة يكشف عن استراتيجية جديدة للمقاومة وعتاب حاد للأنظمة العربية

قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – إن المقاومة الفلسطينية دخلت مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل، تعتمد على "الاستنزاف الطويل والعمليات النوعية"، مؤكداً جهوزية المقاومة لاستمرار القتال، وموجهاً في الوقت نفسه عتاباً شديد اللهجة للأنظمة العربية والإسلامية، التي اتهمها بـ"الصمت والتخاذل" إزاء ما وصفه بـ"حرب الإبادة" في غزة.

جاء ذلك في كلمة مصورة هي الأولى منذ مارس/آذار الماضي، بثتها كتائب القسام مساء الخميس، وتضمنت استعراضًا لتطورات ميدانية، ورسائل سياسية متعددة الاتجاهات.

وأوضح أبو عبيدة أن أربعة أشهر مرت على "نكث الاحتلال للاتفاق المبرم مع المقاومة"، مؤكداً أن هذه الفترة شهدت مقتل وجرح "مئات الجنود الإسرائيليين"، إلى جانب "آلاف المصابين بالصدمات النفسية"، على حد قوله.

وأشار أبو عبيدة إلى أن المقاومة تستخدم تكتيكات وأساليب جديدة "تفاجئ العدو"، كاشفاً عن "عدة محاولات جرت مؤخراً لأسر جنود إسرائيليين". وأكد أن الإستراتيجية الحالية لكتائب القسام ترتكز على "إيقاع الخسائر النوعية بالعدو، والسعي لأسر جنوده، وتنفيذ عمليات دقيقة".

ووجّه أبو عبيدة انتقادات حادة لما سماه "صمت الأنظمة العربية والإسلامية"، قائلاً إن "دماء الأطفال والنساء في رقابهم"، واتهم بعض الأنظمة بـ"الخذلان المتعمد". كما حذر من أن صمت الحكومات منح الاحتلال "الغطاء للإفلات من العقاب"، وأن العدو "لم يكن ليرتكب مجازره لولا أنه ضمن الصمت".

وفي مقابل العتاب، أشاد أبو عبيدة بما وصفه بـ"المواقف الشجاعة" من الشعب اليمني وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، قائلاً إنهم "فرضوا جبهة فاعلة أقامت الحجة على الصامتين".

وفيما يخص ملف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، أكد أبو عبيدة دعم المقاومة للوفد التفاوضي، مشيراً إلى أن "المقاومة عرضت أكثر من مرة إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل صفقة شاملة"، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "رفض العروض"، بحسب تعبيره.

وأضاف: "إذا تعنت العدو، فلن نعود مجدداً لصيغة الصفقات الجزئية ولا لمقترح الأسرى العشرة".

واختتم أبو عبيدة كلمته برسائل موجهة للعملاء، داعياً إياهم إلى "التوبة والعودة إلى صفوف الشعب"، ومؤكداً أن المجتمع الفلسطيني "يرفض الخيانة ويعزل المتورطين".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه المفاوضات بوساطة دولية للوصول إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، وسط أزمة إنسانية متفاقمة، وتصاعد في العمليات الميدانية جنوب القطاع، في ظل غموض مصير الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.