في تحليل موسّع لمستقبل اليمن، طرح المستشار السابق في شركة أرامكو السعودية،
صالح العمار
، تساؤلات عميقة حول مسار البلاد في ظل التحديات الراهنة، وسط أوضاع إنسانية ومعيشية تزداد تعقيدًا مع مرور السنوات.
وأكد العمار أن التطلعات نحو
سلام دائم
، و
مجتمع مستقر وديمقراطي
، و
أمة مزدهرة ومكتفية ذاتيًا
، ليست مجرد أحلام، بل أهدافًا يمكن تحقيقها شريطة وجود رؤية واضحة وشاملة تُراعي الإمكانات المتاحة والطموحات المشروعة للشعب اليمني.
وفي معرض حديثه عن مسارات التنمية، شدّد العمار على أهمية
تحسين مؤشرات التنمية البشرية
في اليمن، معتبرًا أن
القضاء على الأمية
، و
زيادة معدلات التحاق الطلاب بالمدارس
، و
رفع مستوى دخل الفرد
، تُعدّ ركائز أساسية لبناء مجتمع قادر على مواجهة التحديات وتحقيق النهوض المأمول.
كما تناول العمار إمكانية استفادة اليمن من
الإمكانات الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة
، مشيرًا إلى ضرورة الاستثمار في هذا المجال وتطوير
بنية تحتية متينة
تكون حجر الأساس للنهوض الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يُعد خطوة محورية نحو مستقبل مستدام.
وأكد العمار أن
"الرؤية الواقعية تتمثل في يمن موحد ومزدهر يتمتع فيه جميع المواطنين بمستوى معيشي لائق"
، مشيرًا إلى أن الوحدة والتكامل الاقتصادي والاجتماعي بين المناطق المختلفة في البلاد، تُعد السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والرفاه.
إلا أن حديث العمار لم يخلُ من الجدل، حيث أشار إلى نقطة حساسة في مسألة مستقبل اليمن السياسي، قائلاً:
"في حال تعذر تحقيق الوحدة والازدهار في إطار الدولة الواحدة، فقد يكون استقلال الجنوب منطقيًا يتوافق مع مبادئ العقلانية والاتساق في سياق السياسة"
، وهو ما يفتح المجال أمام مناقشات واسعة حول الخيارات السياسية المُمكنة لإنهاء الأزمة اليمنية.
ويأتي حديث العمار في ظل تصاعد التساؤلات حول مستقبل الحل السياسي في اليمن، وسط تعثر المساعي الدولية وتشبث الأطراف بمبادئ ومصالح متباينة، مما يزيد من الحاجة إلى أفكار واقعية وحلول مبتكرة تواكب التعقيدات الميدانية والسياسية على الأرض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news