بينما كانت صواريخ العدو الصهيوني تنهال على دمشق، في عدوان غادر استهدف سيادة سوريا وأمن شعبها، اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقف المتفرج المصدوم، يضع يديه على خديه، لا حراك ولا موقف.
من رئيس طالما ملأ الأجواء صخباً عن "نصرة الأمة"، وعن قضايا المسلمين، كنا ننتظر منه إدانة صريحة، موقفاً حازماً، خطوات ملموسة ضد الاحتلال الغاشم... لكن شيئًا من ذلك لم يحدث. خيم الصمت، وكأن الجرح السوري لا يعنيه، وكأن القصف لم يطرق أبواب الجيران، وكأن فلسطين وسوريا واليمن ليست من هذا الشرق الذي يدّعي أنه جزء من ضميره.
تركيا التي فتحت أبوابها للتنسيق العسكري مع "الناتو" وتبادل المصالح مع إسرائيل، لا يمكنها اليوم أن تقدم نفسها كطرف نزيه في قضايا المنطقة.
لقد فضح العدوان الأخير على سوريا( مواقف المتاجرة)، وكشف أن ما يُقال في المنابر ليس إلا حبرًا على ورق في لحظة الحقيقة.
كيف نفسر صمت أنقرة عن جرائم الاحتلال؟ كيف نقبل من رئيس "إسلامي " أن يغمض عينيه أمام استهداف دولة عربية جارة، تتعرض لعدوان صريح في خرق فاضح لكل المواثيق الدولية؟
أردوغان اليوم ليس إلا جزءًا من مشهد إقليمي يتقن النحيب الإعلامي والتنديد الفارغ، لكنه عاجز – أو غير راغب – في مواجهة الحقيقة: أن فلسطين وسوريا واليمن والعراق ولبنان، كلها تُستهدف من نفس العدو، والسكوت خيانة.
أما شعوبنا، فقد باتت تعرف جيدًا من يقف في صفها، ومن يخذلها عند أول اختبار.
سمير الوهابي .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news