تعاني محافظة تعز منذ أيام أزمة مياه خانقة، تزامنت مع موجة غضب شعبي عارم، احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية عمومًا في هذه المدينة التي عُرفت بـ”الحالمة”، وتحوّلت عبثًا إلى مدينة ظامئة.
انعدام مياه الشرب في تعز ليس مجرد خلل عابر، بل اشكالية مزمنة تفاقمت حتى باتت تمثل كارثة إنسانية تهدد اليوم ما يقارب ثلث سكان اليمن، وتضعنا جميعًا – سلطة ومجتمعًا – في محك المسؤولية.
والمؤلم أكثر أن أبرز قيادات ما تسمى مجازًا “دولة”، ينحدرون من هذه المحافظة.. رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، وزير المياه – المعروف بنشاطه – فضلا عن نسبة كبيرة من القيادات الإدارية في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية..
مع ذلك، لا تزال أزمة المياه تُذلّ تعز، فيما محافظها “نبيل”، الذي لا يبدو أن لصفته من اسمه نصيب، هو الآخر كأن الأمر لا يعنيه.
مفارقات جارحة تؤكد أن هذه المدينة مغدورة بأبنائها العاقّين، الذين يصعدون على ظهرها إلى أعلى المناصب، ثم يتركونها وحيدة، تواجه الجوع والعطش، فريسة للعبث وأصفاد الفساد..
وهكذا.. قبل أزمة المياه، شهدت تعز موجة احتجاجات واسعة للمعلمين والموظفين، للمطالبة بتحسين الأجور والمرتبات، ومعالجة تدهور الوضع المعيشي في ظل الانهيار الحاد للعملة الوطنية.
ورغم استمرار الإضراب لأشهر، لم تُبذل أي محاولة جادة للوقوف على معاناة آلاف الأسر التي تكابد بؤس الواقع وتفاقم أزماته.
فمن ينقذ هذه المدينة اليوم؟
من يشفق عليها، ولو بدمعة؟
من يملك الشجاعة ليقول “كفى”، باسم كل عجوز تتسول شربة ماء، وكل أسرة تتضور جوعًا هناك؟
تعز ليست مجرد مدينة يا سادة، إنها قلب كبير، وروح تُعزّ اليمن أرضًا وإنسانًا ، بينما يُذلها القهر، ويغمرها الجحود والنكران.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news