حذّر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني من التداعيات الكارثية لصمت المجتمع الدولي تجاه تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر، مؤكداً أن هذا الصمت هو ما منح الجماعة المسلحة الجرأة لتحويل واحد من أهم الممرات البحرية في العالم إلى ساحة مفتوحة للفوضى والإرهاب والابتزاز.
وجاء تصريح الإرياني عقب الإعلان عن انتهاء عمليات البحث عن طاقم سفينة الشحن “Eternity C” التي استهدفتها المليشيا الحوثية في 7 يوليو الجاري، ما أسفر عن إنقاذ 10 أفراد فقط من أصل 25 كانوا على متن السفينة، بينما لا يزال 15 في عداد المفقودين، يُعتقد أن 9 منهم لقوا حتفهم غرقاً بعد الهجوم، في مأساة إنسانية تهز الضمير العالمي.
وأوضح الوزير أن السفينة، التي كانت تحمل علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، كانت في طريق العودة من مهمة إنسانية لإيصال مساعدات غذائية إلى الصومال لصالح برنامج الأغذية العالمي، عندما تعرضت لهجوم شرس من المليشيا الحوثية استمر يومين متتاليين، استخدمت فيه طائرات مسيرة، زوارق سريعة، صواريخ باليستية ومجنحة، وقذائف “آر بي جي”، في تصعيد غير مسبوق يعكس استهتار الحوثيين بالقانون الدولي والإنساني.
وقال الإرياني إن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة من الهجمات الحوثية الممنهجة على الملاحة التجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل بحارة مدنيين من جنسيات متعددة في حوادث استهدفت سفن مثل “True Confidence” و”TUTOR”، مؤكداً أن المليشيا ماضية في تهديد أمن الطاقة والتجارة الدولية وسلاسل الإمداد، في خرق صارخ لكل المواثيق الدولية.
وأكد الإرياني أن الصمت الدولي لم يعد مقبولاً، وأن التهاون مع هذه الاعتداءات الخطيرة يشجع الحوثيين على المضي في تحويل البحر الأحمر إلى بؤرة للتوتر والصراع، محذراً من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى كارثة تهدد استقرار الإقليم والعالم.
واختتم الإرياني تصريحه بمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة لإيقاف هذا الإرهاب البحري، ومحاسبة المليشيا الحوثية على جرائمها المتكررة، مؤكداً أن حماية البحارة والممرات المائية وإمدادات الطاقة مسؤولية جماعية لا يجب التهاون معها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news