اخبار وتقارير
الإصلاح يرمي الأزمات بحضن الشرعية.. بيان صادم يكشف هروب الحزب من مسؤولية تدمير تعز ونهب مواردها
الإثنين - 14 يوليو 2025 - 09:56 م بتوقيت عدن
-
نافذة اليمن - خاص
في موقف أثار موجة سخرية وغضب في الأوساط الشعبية والسياسية، أصدر حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بيانًا من فرعه في محافظة تعز، حمّل فيه الحكومة الشرعية مسؤولية الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدمية التي تعصف بالمناطق المحررة، متجاهلًا دوره المحوري في صناعة تلك الكوارث، خاصة في محافظة تعز التي تخضع لهيمنته منذ سنوات.
البيان الذي صدر يوم امس الأحد، أثار جدلاً واسعًا، إذ اعتبره ناشطون ومراقبون "محاولة مكشوفة للهرب من تبعات الفشل"، و"قلبًا فاضحًا للحقائق" في وقت باتت فيه جرائم الحزب وممارساته في تعز والمناطق المحررة موثقة بالأدلة والتقارير الرسمية والشهادات الميدانية.
ورغم أن الإصلاح هو المسيطر فعليًا على مفاصل القرار الإداري والعسكري والأمني في تعز، إلا أن بيانه حمل الشرعية المسؤولية الكاملة عن الانهيار المعيشي والخدمي، متناسيًا أن قياداته هم من يقودون السلطة المحلية والأمنية في المدينة، ويتحكمون في مواردها ويوجهون قراراتها.
ومن التحميل إلى التحذير، حاول البيان تسجيل موقف دعائي يبرئ ساحة الحزب من الأزمات المتفاقمة، في وقت تتصاعد فيه نقمة الشارع عليه، لا سيما بعد تسببه في أزمة مياه خانقة، وتعطيل العملية التعليمية، وممارسة الابتزاز على المرافق الخدمية والتربوية، والتورط في المتاجرة بالخدمات الأساسية للمواطنين.
وفي سياق تبريراته، تحدث الإصلاح عن "الوقوف إلى جانب الشعب لاستعادة الدولة"، وهي عبارة وصفها مراقبون بـ"المغالطة الوقحة"، خاصة وأن الحزب كان المتهم الأول بخيانة التحالف العربي والقوات الحكومية في عدة جبهات، أبرزها صنعاء والجوف والبيضاء وجنوب مأرب وغرب شبوة، حيث سلّمت عناصره المواقع والعتاد للحوثيين دون قتال، بحسب تقارير عسكرية وشهادات ميدانية.
كما تتهم أطراف سياسية وعسكرية بارزة الحزب باغتيال رموز التحرير في تعز، وعلى رأسهم العميد عدنان الحمادي، وافتعال صراعات داخلية استنزفت قوى المقاومة، في حين خاضت عناصره مواجهات ضد كتائب أبو العباس – إحدى القوى المقاومة الفاعلة – في الوقت الذي كان الحوثيون يواصلون السيطرة على الحوبان.
البيان تجاهل أيضًا حقيقة أن الإصلاح استحوذ خلال سنوات الحرب على المفاصل الاقتصادية في مناطق سيطرته، وعلى رأسها محافظة مأرب، حيث يسيطر على عمليات النفط والغاز، ويتورط في المضاربة بالعملة والاستحواذ على الإيرادات، ما فاقم الأزمة الاقتصادية وعمّق معاناة المواطنين في مناطق الشرعية.
أما في تعز، فتشير التقارير الحقوقية إلى أن الحزب فرض جبايات وإتاوات على كل الأنشطة التجارية والخدمية، دون سند قانوني، وصادر الموارد المحلية لصالح قياداته، سواء في الداخل أو الخارج، فيما رفض الانصياع لقرارات الدولة، كما ظهر مؤخرًا مع عودة القيادي خالد فاضل لقيادة محور تعز رغم صدور قرار بإقالته، في تحدٍ واضح لمؤسسات الشرعية.
مراقبون اعتبروا أن بيان الإصلاح الأخير جاء في إطار محاولة "إنقاذ صورته" أمام الرأي العام المحلي والإقليمي، بعد انكشاف دوره التخريبي، وتصاعد الدعوات الغربية لتصنيفه كـ"جماعة إرهابية"، وطرده من الحكومة المعترف بها دوليًا، بسبب علاقاته الوثيقة بجماعات متطرفة ودعمه غير المباشر لمليشيا الحوثي.
وفي السياق، سخر ناشطون وحقوقيون من اللغة "الإنشائية" التي حملها البيان، مؤكدين أن الحزب يتحدث وكأنه خارج الحكم، رغم أنه من يدير المحافظة فعليًا، ويتحمل مسؤولية الانهيار الشامل في تعز، من تدهور المياه والكهرباء، إلى تفاقم الفوضى الأمنية والفساد الإداري.
يبدو أن حزب الإصلاح بدأ يشعر بالضغط الشعبي والإقليمي، فاختار أن يلعب على وتر التضليل الإعلامي ومحاولة التبرؤ من تاريخه الحافل بالعبث والفساد. غير أن الشارع اليمني، وخصوصًا في تعز، بات يدرك تمامًا من المسؤول عن معاناته، ومن الذي حوّل "عاصمة الثقافة" إلى مدينة مختنقة بالأزمات، تنزف تحت سلطة حزب حول مؤسسات الدولة إلى أدوات لجباية المال ونهب الوطن.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
حكومة لا تستحق الشرعية.. جرعة كبرى بالدقيق والسكر والزيت والأرز.. السعر الج.
اخبار وتقارير
أول تعليق للحكومة الشرعية بشأن إعلان الحوثي سك عملة نقدية مزورة.
اخبار وتقارير
اليمن: شركتان تعلنان انتهاء البحث عن باقي أفراد طاقم سفينة هاجمها الحوثيون.
اخبار وتقارير
واشنطن تتهم الحوثيين بتعمد الإضرار بالبيئة البحرية لليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news