الفن في خدمة التماسك المجتمعي .. جامعة عدن تُطلق مبادرة ثقافية نوعية

برعاية الأستاذ الدكتور/ الخضر ناصر لصور رئيس جامعة عدن، وبتمويل من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD)، نظم كلٌّ من مركز الدراسات التطبيقية بالشراكة مع الشرق ومركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن ومؤسسة عدن أجين الثقافية فعالية فنية ومجتمعية متكاملة بعنوان "معرض سوا"، ناقشت قضايا التماسك والإدماج الاجتماعي، واحتضنت جلسة نقاشية حول دور المرأة في تعزيز هذه القيم في المجتمع اليمني.

وقد استمع رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ الخضر ناصر لصور، إلى شرح تفصيلي حول المعرض الفني الذي تضمن أعمالاً إبداعية لفنانين شباب عكست مفاهيم التماسك المجتمعي والإدماج عبر أدوات الفن المختلفة، مسلطة الضوء على قضايا التواصل والهوية المجتمعية في اليمن.

وأكد في كلمته على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الأعمال الفنية في إعادة بناء اللحمة الاجتماعية، وقال بأن جامعة عدن تعوّل كثيرًا على الكادر النسائي في تنمية المجتمع، وتثمن عالياً دعم المنظمات الدولية لمثل هذه الأنشطة العلمية والفنية، التي تدعو إلى التماسك المجتمعي والإدماج واحترام التنوع، داعيًا الجميع إلى التعامل مع بعضهم البعض بمسؤولية أخلاقية وتجسيد لقيم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحث على الرحمة والتعاون والاحترام.

وأوضح بأن جامعة عدن تنظر إلى الفن كوسيلة حضارية متقدمة لصياغة الوعي المجتمعي، وفتح نوافذ جديدة للحوار والتلاقي والتسامح، وأكد بأن عدن كانت ولا تزال حاضنة للتنوع الثقافي والديني والعرقي، وأن التعايش المشترك والتعددية كانت جزءًا أصيلاً من نسيجها الاجتماعي، داعيًا إلى الحفاظ على هذا الإرث وتعزيزه من خلال المبادرات الأكاديمية والثقافية والفنية.

من جانبها ألقت الدكتورة/ هدى علي علوي مدير مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن، كلمة أكدت فيها على أن الفن لم يعد مجرد وسيلة للتعبير الجمالي، بل غدا أداة فاعلة لإعادة تشكيل الوعي المجتمعي، وتعزيز قيم التماسك والعدالة والمساواة، مشيرة إلى أن تنظيم المعرض يأتي ضمن رؤية المركز في تمكين النساء والشباب من خلال أدوات غير تقليدية، وعلى رأسها الفنون، التي تُعد لغة عابرة للحدود والثقافات، كما أعلنت عن مشروع شراكة مرتقب مع مركز كاربو الألماني، عبر برنامج الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD)، يهدف إلى فتح قنوات حوار وتبادل معرفي بين باحثين يمنيين وطلاب جامعات ألمانية، مؤكدة أن هذه الشراكة ستعزز من حضور المركز إقليميًا ودوليًا، معبرةً في ختام كلمتها عن شكرها وتقديرها لرئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور/ الخضر ناصر لصور، على دعمه المستمر لأنشطة المركز، وللهيئة الألمانية ومؤسسة عدن أجين على جهودهم الكبيرة في إنجاح هذه الفعالية النوعية.

وأعربت رئيسة مؤسسة كاربو الألمانية في كلمة مسجلة لها عن سعادتها بهذه الشراكة التي تعزز التبادل الفكري بين الطلاب في اليمن وألمانيا، مؤكدة على أهمية الاستفادة من هذا التعاون العابر للثقافات، كما وجهت الشكر لجامعة عدن ومركز المرأة وهيئة DAAD.

فيما عبّر ممثل مركز كاربو في عدن عن اعتزازه بتمويل هذا النوع من المشاريع التي تمزج بين الفن والتنمية، مشيدًا بالشراكة المثمرة مع جامعة عدن ومركز المرأة، ومؤكدًا أن الفن قادر على ملامسة القضايا المجتمعية الكبرى وتحفيز حوارات إيجابية على مستوى القاعدة المجتمعية.

كما عبّر مدير مؤسسة عدن أجين الثقافية عن اعتزازه بالمشاركة في هذا المشروع، مشيدًا برسالة الفن وقدرته على نقل الأفكار والتأثير في المجتمعات، موضحاً أن المؤسسة ستظل منبراً لإبراز الإبداع الشبابي وتسليط الضوء على قضاياه.

وقد تخللت الفعالية جلسة نقاشية ناقشت ثلاثة محاور رئيسية، الأول كان بعنوان المرأة والفن كأداة للتعبير والمقاومة، والثاني عن دور النساء في بناء السلام وحل النزاعات، أما المحور الثالث عن أهمية التماسك الاجتماعي في ظل التحولات الراهنة.

وشهدت الجلسة تفاعلاً واسعاً من قبل الحاضرين، بمشاركة نُخبة من أساتذة الجامعة، والباحثين، وطلبة الدراسات العليا، الذين ناقشوا أوراق العمل وساهموا في إثراء الحوار حول أهمية الفن في إحداث التحول الاجتماعي الإيجابي.