في تطور وُصف بأنه نقطة تحول حاسمة في مسار عملية السلام بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، نظّم الحزب،مراسم رمزية لإلقاء السلاح وحرقه قرب محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، في خطوة تحمل دلالة على إنهاء حملة الكفاح المسلح التي استمرت لأربعة عقود.
وشارك في المراسم ثلاثون مقاتلاً من الحزب، مناصفة بين الرجال والنساء، قاموا بإحراق أسلحتهم في قدر كبير من النار، وسط حضور أكثر من مئة مراقب من تركيا، بينهم شخصيات سياسية من حزب الشعوب الديمقراطي والمساواة وصحفيون، فيما راقب مجموعة من الحضور غير المعرّفين الطقس من خيام بيضاء نُصبت في محيط الموقع.
المراسم، التي لم تُبث مباشرة كما كان مقرراً احتراماً لمصرع 12 جندياً تركياً هذا الأسبوع نتيجة تسممهم بغاز الميثان في إقليم كردستان خلال مهمة بحث عن جثمان زميل قُتل في اشتباك عام 2022، اعتُبرت خطوة رمزية ثقيلة المعنى من قبل الحزب، الذي وصفها في بيان نقلته وكالة ANF بأنها "بادرة حسن نية والتزام حقيقي نحو نجاح مسار السلام"، مضيفاً: "نحن ندمر أسلحتنا بإرادتنا الحرة".
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان الحزب في مايو الماضي إنهاء كفاحه المسلح، استجابةً لأمر من زعيمه عبد الله أوجلان، المسجون منذ عام 1999، والذي أصدر قراراً في مارس بحل الحزب ونزع سلاحه في إطار مفاوضات سلام مع حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما ظهر أوجلان الأربعاء الماضي في رسالة مصورة لأول مرة منذ أكثر من عقدين، تعهّد خلالها بتسريع إجراءات نزع السلاح.
وأكدت مصادر مطلعة أن القياديين البارزين في الحزب، مصطفى قره سو وبسه هوزات، كان من المتوقع حضورهما المراسم، فيما أظهرت الصور وجود هوزات بالفعل. وشهدت المنطقة تعزيزات أمنية مشددة من قبل السلطات الكردية، حيث انتشرت قوات خاصة مقنّعة على الطرق المؤدية إلى موقع الحدث، في ظل توتر أمني دائم بسبب الصلات بين حزب العمال والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يسيطر على السليمانية وتتهمه أنقرة بدعم الحزب المحظور لديها.
بهذا الإعلان الرمزي والعلني، يبدو أن حزب العمال الكردستاني يطوي صفحة طويلة من العنف، فاتحًا الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار والسلام، بينما تترقب تركيا والمنطقة برمتها مدى جدية هذا التحول وإمكانية ترجمته إلى واقع دائم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news