صحيفة 17يوليو/ عدن
حذّر الباحث في قسم نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد، محمد المسبحي، من خطر متصاعد يهدد مدينة عدن يتمثل في شح مياه حاد قد يبلغ ذروته خلال السنوات السبع القادمة، نتيجة تزايد عدد السكان وارتفاع الطلب على المياه مقابل محدودية الموارد المتاحة، الأمر الذي يُنذر بظهور فجوة مائية كارثية في القريب العاجل.
وأوضح المسبحي، في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن أخطر مؤشرات هذه الأزمة تتمثل في تدهور الموارد الجوفية، لا سيما في الحوض المائي الرئيسي (بئر أحمد)، الذي يتعرض لاستنزاف مفرط دون وجود عملية تغذية طبيعية كافية.
وأشار إلى أن الحفر العشوائي للآبار الخاصة، وغياب الرقابة الرسمية، يسهم بشكل مباشر في تسريع نضوب الخزان الجوفي، مؤكدًا أن الصور والبيانات الميدانية المستخرجة عبر برنامج GIS توثق وجود عدد هائل من الآبار المحفورة داخل المدينة ومحيطها، ما يعكس حجم الخلل في إدارة هذا المورد الحيوي.
وبيّن المسبحي أن المدينة تفتقر حتى اليوم إلى مشاريع تحلية مياه واسعة النطاق يمكنها تغطية الاحتياج المتنامي، في حين لا تزال مشاريع الصرف الصحي غير مكتملة، ما يجعل المياه الجوفية معرضة للتلوث المباشر. وأضاف أن تفاقم الأزمة يعود أيضًا إلى سوء الإدارة، وغياب الشفافية، وتفشي الفساد في قطاع المياه، مما يضاعف التحديات ويُسهم في تسريع الانهيار.
واختتم المسبحي تحذيره بالتأكيد على أن عدم التعامل الجاد مع هذا الملف قد يُفضي إلى أزمة مائية غير مسبوقة تهدد حياة سكان عدن واستقرارها الصحي والاجتماعي والاقتصادي، متسائلًا في ختام منشوره:فهل من يُنقذ المياه… قبل أن تجف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news