كشف مسؤول أميركي أن التفاهم القائم بين بلاده وجماعة الحوثي بخصوص حرية الملاحة في البحر الأحمر لا يزال ساريًا، بالرغم من الهجمات الأخيرة التي تبنتها الجماعة ضد سفن مرتبطة بإسرائيل.
وأوضح المسؤول – في تصريح أدلى به لقناة الجزيرة، يوم الخميس أن الهجمات التي نفذها الحوثيون في الآونة الأخيرة لم تستهدف سفنًا أميركية، بل طالت سفنًا لها صلة مباشرة بإسرائيل، في سياق ما وصفته الجماعة بأنه رد على العدوان المتواصل على غزة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تتابع التطورات في المنطقة عن كثب، لافتًا إلى أن حاملة الطائرات "يو إس إس فينسون" ستغادر الشرق الأوسط خلال اليومين القادمين، بينما ستواصل "يو إس إس نيميتز" مهامها في المنطقة.
وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان جماعة الحوثي عن استهداف سفينتين خلال الأيام الماضية لانتهاكهما ما وصفته الجماعة بـ"الحظر البحري" المفروض على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، خاصة ميناء إيلات.
وكان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قد صرح بأن قرارهم بمنع الملاحة إلى إسرائيل لا يزال ساري المفعول، ما دامت الحرب مستمرة في قطاع غزة، مشددًا على أن شركات النقل التي تتجاهل ذلك "واهمة".
وبثت وسائل إعلام تابعة للحوثيين مشاهد قالت إنها توثق عملية استهداف السفينة "إتيرنتي سي"، التي كانت ترفع علم ليبيريا في طريقها إلى ميناء إيلات، كما سبقتها عملية أخرى استهدفت السفينة "ماجيك سيز" التي ترفع نفس العلم وتديرها شركة يونانية.
في السياق ذاته، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن حكومة تل أبيب طالبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بالعودة إلى استهداف الحوثيين عسكريًا، في ضوء تصاعد التهديدات التي تواجهها سفن الشحن في البحر الأحمر، والصواريخ التي تطلق من اليمن نحو الأراضي الإسرائيلية.
ونقلت الهيئة عن مصدر أمني إسرائيلي تأكيده على ضرورة تشكيل تحالف دولي واسع لمواجهة ما وصفه بـ"الخطر الحوثي"، مشيرًا إلى أن الأزمة تجاوزت البعد الإقليمي وباتت تمثل تهديدًا للملاحة العالمية.
وكانت الولايات المتحدة قد توصلت في مايو/أيار الماضي إلى اتفاق لوقف التصعيد المتبادل مع الحوثيين، بوساطة عُمانية، نصّ على وقف الضربات الأميركية مقابل امتناع الجماعة عن استهداف السفن الأميركية. وقد شددت الجماعة حينها على أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل أو حلفاءها.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تشن جماعة الحوثي سلسلة من الهجمات الصاروخية والجوية على إسرائيل، وعلى سفن تقول إنها مرتبطة بها، في إطار ما تصفه بـ"الرد على العدوان الإسرائيلي على غزة"، وقد توسعت لاحقًا لتشمل استهداف السفن الأميركية والبريطانية بعد تشكيل تحالف غربي للرد على عمليات الجماعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news