عندما يتحول الولاء للقبيلة إلى خيانة للوطن
قبل 11 دقيقة
في لحظة فارقة من لحظات التمايز الوطني، تسقط الأقنعة وتنكشف الوجوه، ويتجلى الفرق بين من يؤمن بالجمهورية ويضحي لأجلها، ومن يستخدم شعاراتها كقناع لمآربه القبلية والمناطقية المريضة.
إن ما شهدناه مؤخراً من هستيريا وصراخ ممن يزعمون أنهم مع الشرعية وضد الانقلاب الحوثي الكهنوتي، ليس سوى قمة السفاهة والانحدار الأخلاقي والسياسي. فحين أُلقي القبض على المدعو محمد الزايدي، الملطخ هو ووالده بدماء أحرار الوطن، انبرى أولئك "المدّعون" للبكاء والنحيب، كأنهم ثكالى لا رجال، وراحوا ينوحون على "موقعه القبلي" متناسين موقعه الخياني من الوطن والجمهورية.
ما هذا العهر السياسي؟
أين كانت غيرتكم على الجمهورية عندما كان الزايدي الابن يزحف بالدعم والإعلام والرجال إلى كهوف عبد الملك الحوثي؟
أين كانت غيرتكم على الدم اليمني عندما كان والده يُعد الكمين ويشارك بخسة في اغتيال رائد الجمهورية وبطل ثورة 26 سبتمبر، الشهيد علي عبد المغني؟
إن التناقض السافر لهؤلاء لا يكشف إلا عن ولاء قبلي مقيت يتجاوز كل القيم والمبادئ. فهم لا يرون في الجمهورية إلا غطاءً هشاً، سرعان ما ينزعونه إذا تعارض مع الولاء لشيخ قبيلة، أو رضى سيد كهنوتي.
لقد آن الأوان أن نقولها بوضوح:
أنتم أدوات للإمامة منذ أيام الرسي، ولا يزال كثير منكم عكفةً لسادتهم، عبيدًا في بلاط السيادة الزائفة، يُقادون بالخزي والعار، ويتنفسون الذل، طالما أن القرار لا يُتخذ من ضمير وطني، بل من خيمة شيخ وسوط سيد.
يا من تبكون على الزايدي،
تذكروا أن الوطن لا يُبنى بالقبائل ولا بالمناطقية، بل بالجمهورية والمؤسسات والعدالة.
تذكروا أن الولاء الحقيقي ليس لمنطقة أو نسب، بل لوطنٍ يئن منذ سنوات تحت سكاكين الخيانة والطائفية.
من يتجاوز عن جرائم الكهنوت بحجة النسب والموقع القبلي، هو خائن ولو لبس ألف قناع جمهوري،
ومن يسكت عن دم الشهداء الأحرار، هو شريك في القتل، ولو زعم الوقوف مع الشرعية.
ختامًا:
كفى تزلفًا وتلونًا.
الجمهورية لا تنتصر إلا بولاء خالص لها، لا يشوبه تعصب، ولا يُقيّده شيخ، ولا يُدنسه سيد.
ومن لم يستطع أن يكون جمهوريًا خالصًا، فليتنحَّ جانبًا، ويترك الميدان لأحرار اليمن، الذين لا يساومون على دماء الشهداء، ولا يتاجرون بوطن يتسع للجميع إلا الخونة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news