بجهود تطوعية ومُنيفة.. إنقاذ مهاجر أفريقي عالق في جبال شبوة بعد كارثة مؤلمة

تمكنت فرق الإنقاذ، ظهر اليوم، من إتمام عملية إنقاذ ثالث المهاجرين الأفارقة الذين ظلوا عالقين منذ يوم أمس في إحدى المناطق الجبلية المطلة على مدينة عتق بمحافظة شبوة، وذلك بعد حادثة مأساوية راح ضحيتها أحد المهاجرين ونقل اثنين آخرين إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وكان الحادث قد وقع صباح أمس إثر تعرض مجموعة من المهاجرين الأفارقة لانزلاق خطير أثناء محاولتهم التنقل عبر إحدى الطرق الوعرة في الجبل، مما أسفر عن سقوط أحدهم من ارتفاع شاهق، لقي على إثره حتفه متأثرًا بإصابته البليغة.

وفي حادثة منفصلة، قام مهاجر آخر بالقفز من مكان مرتفع في محاولة يائسة للنجاة، ما أدى إلى إصابته بجروح متفرقة، حيث تم نقله على الفور من قبل فرق الدفاع المدني إلى أحد المستشفيات القريبة لتلقي الإسعافات الأولية والرعاية الطبية اللازمة.

أما المهاجر الثالث، فقد ظل عالقًا في مكان يصعب الوصول إليه طوال ساعات الليل، حتى تمكن فريق الإنقاذ من تحديد موقعه والوصول إليه بصعوبة كبيرة، وإجلائه بأمان بعد عمليات بحث دقيقة ومجهودات استمرت لساعات طويلة.

وقد تمت العملية بنجاح بفضل الجهود المشتركة لأفراد الدفاع المدني ومتطوعين من فريق تابع للمقاول "عبدالوهاب محمد علي ناجي"، أحد أبناء محافظة إب، الذين أظهروا استبسالًا كبيرًا وروحًا إنسانية عالية خلال تنفيذ المهمة الصعبة.

وأكد مصدر محلي أن فرق الإنقاذ عملت تحت ظروف صعبة وتضاريس معقدة، لكن التضافر بين الجهات الرسمية والجهود التطوعية كان له دور كبير في انتشال المهاجر الثالث وتجنب كارثة إنسانية أكبر. وشدد المصدر على أهمية تعزيز آليات التعاون بين المؤسسات الإنسانية والمجتمع المحلي لضمان الاستجابة السريعة في مثل هذه الحالات.

وتُعيد هذه الحادثة إلى الأضواء قضية تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر اليمن، خاصة من القرن الأفريقي، نحو دول الخليج، وهو تدفق يواجه صعوبات جمة بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، فضلًا عن المخاطر الطبيعية التي قد تتسبب في حوادث مشابهة.