كتب : عبدالباري علوي المخزم
تتواضع الكلمات، وتصمت العبارات إجلالاً أمام قامة اجتماعية ووطنية بحجم هذه الشخصية الفريدة. إنه الأستاذ والصحفي نصر عقلان، الذي لا يُعدّ مجرد اسم في سجلات العمل المجتمعي، بل هو تاريخ ناصع من العطاء والتفاني والإخلاص، رجل لا يعرف الكلل ولا الملل، يعمل بصمت ويصنع الفرق.
لقد تشرفنا بمعرفته عن قرب، فوجدنا فيه تجليات الأخلاق الرفيعة والتواضع الجم، الذي يكسو شخصيته الحازمة والقوية. يجمع بين الحزم واللين، بين هيبة المسؤول وروح الأخ والصديق. يمدّ يد العون، ويقدم النصح بإخلاص، ويملك من صفاء القلب وصدق النية ما جعله محبوبًا ومحترمًا في أوساط مديرية الشيخ عثمان.
تقلّد الأستاذ نصر عقلان العديد من المهام المجتمعية البارزة، من بينها كونه الإعلامي الخاص للجان المجتمعية في مديرية الشيخ عثمان، والإعلامي الخاص لمجلس الآباء والأمهات بالمديرية. وقد ترك في كليهما بصمات واضحة، بفضل حنكته وخبرته واستشرافه الدائم للمستقبل، وقدرته على استنباط الحلول وسط التحديات المتراكمة.
إنه رجل يجمع بين الحكمة والشجاعة في اتخاذ القرار، وقد أصبح مرجعًا يُستند إليه في كثير من القضايا المجتمعية، ومثالًا يُحتذى به في النزاهة والقيادة الرشيدة.
ومن دواعي الأسف الشديد، أن تُقابل هذه القامات بالتجاهل أو الإقصاء في زمن باتت فيه الحاجة ماسة إلى أمثالهم. فعدن، وبالذات مديرية الشيخ عثمان، تمر بظروف استثنائية، تتطلب إعادة الاعتبار لكل الطاقات والخبرات المجتمعية، لا سيما من أسّسوا بنيان اللجان المجتمعية وساهموا في نهضتها.
وإن استمرار تغييب الشخصيات الفاعلة كالأستاذ نصر عقلان لا يعدّ فقط خسارة على المستوى الشخصي، بل خسارة كبيرة للمديرية ككل، التي أصبحت اليوم تتهاوى نتيجة تهميش الكوادر الأصيلة واستبدالهم بمن لا يمتلكون المؤهلات ولا الالتزام، ممن سعت جهات معينة لتفصيل المناصب على مقاس ولائهم، لا على أساس كفاءتهم.
ختامًا، فإننا نرفع الصوت عاليًا للمطالبة بإنصاف هذه القامات النبيلة، واستعادة الاعتبار للقيادات المجتمعية التي تنتمي حقًا إلى هموم الناس وأوجاعهم، لأن بقاءهم هو ركيزة استقرار، وضمانة لأي نهوض مرتقب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news