نفّذت قيادات تابعة لمليشيا الحوثي، الأربعاء، جولات ميدانية في عدد من قرى مديرية خولان الطيال بمحافظة صنعاء، في تحرك وُصف بأنه محاولة لتحريك الولاءات القبلية والتأليب ضد السلطات المحلية في محافظة المهرة، على خلفية توقيف الشيخ القبلي محمد أحمد الزايدي.
وقالت مصادر محلية إن الوفود الحوثية التي تنقلت بين مناطق خولان روجت لرواية تزعم أن الزايدي أُوقف بسبب دعمه للقضية الفلسطينية، في خطوة وُصفت بأنها حملة دعائية تستهدف كسب التعاطف الشعبي وتوظيف القضية سياسيًا، متجاهلة أن توقيفه جاء إثر محاولة فاشلة للخروج من البلاد بطريقة غير مشروعة، مستخدمًا وسيلة تهريب غير مألوفة داخل ثلاجة أسماك عبر منفذ صرفيت الحدودي.
وبحسب المصادر، لم تكتفِ المليشيات بالدعاية، بل أقدمت على توزيع أسلحة خفيفة، بينها بنادق كلاشينكوف ومسدسات، على شخصيات اجتماعية ووجاهات قبلية في خولان، تحت ما سُمي بـ”هدايا من زعيم المليشيات”، في تحرك يندرج ضمن سياسة شراء الولاءات وتوسيع رقعة النفوذ داخل الأوساط القبلية.
ورغم الضجيج الإعلامي الذي أثارته المليشيات حول الزايدي، تجاهلت في المقابل الخوض في قضية الفريق جلال الرويشان، نائب رئيس الوزراء السابق وأحد كبار مشايخ خولان، والمتهم من قبل المليشيات بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، ما اعتبره مراقبون دليلاً على ازدواجية المعايير التي تنتهجها المليشيات مع أبناء القبائل.
وأكدت شخصيات قبلية من خولان أن توقيف الزايدي لم يكن خارج تنسيق مع مليشيا الحوثي، مشيرين إلى أن المليشيات تسعى للتخلص من الشخصيات القبلية التي لا تُبدي ولاءً مطلقًا، وهو ما يفسر برودها تجاه مصيره، ومحاولاتها تهدئة الغضب القبلي عبر أساليب التضليل والتقرب بالأسلحة.
وحذرت مصادر قبلية من أن هذه التحركات تأتي في إطار مشروع حوثي أوسع لتقويض السلطة التقليدية للقبائل في خولان، وإعادة تشكيل المشهد القبلي بما يخدم أجندات المليشيات الطائفية، وسط قلق متنامٍ حتى داخل أوساطها، من اتساع دائرة الاستهداف لتشمل قيادات قبلية أخرى خارج اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news