نحن مشجعو ريال مدريد، لسنا كبقية الجماهير. لسنا جمهور مناسبات أو عشاق انتصارات مؤقتة. نحن نحب نادينا في الفرح كما في الحزن، في الانتصار كما في الهزيمة. ولأننا كذلك، نعلم جيدًا أن كرة القدم يوم لك ويوم عليك، وأن الخسارة لا تسقط الكبار، بل تكشف معادنهم.
سقط الريال بالأربعة؟ نعم. وهذا ليس أول سقوط، ولن يكون الأخير. لكن من يظن أن ذلك يهز هيبة النادي الملكي، فهو لا يعرف شيئًا عن الميرينغي. ريال مدريد نادي لا يقاس بنتيجة مباراة، ولا تنزع عنه هالته صدمة عابرة، مهما كانت مدوية. هذا الفريق الذي أبكى خصومه مرارًا، لا يُبكيه هدف، ولا تُنهكه عثرة. قد يمرض، لكنه لا يموت. قد يتعثر، لكنه لا ينكسر.
المضحك في الأمر، أن من يحتفلون اليوم بخسارة الريال، ليسوا بالضرورة من مشجعي الفريق المنتصر، بل غالبًا من أولئك الذين عجزت فرقهم عن بلوغ ما وصل إليه الريال يومًا. فمن لم يطأ ناديه أرض كأس العالم للأندية قط، لا يحق له التشفي، بل عليه أن يتعلم كيف يصنع طريقًا لمجده بدل أن يرقص على جراح غيره.
نحن لا نُخدع ببريق الانتصارات الوقتية. نثق في فريقنا، لأنه صنع التاريخ، لا لأنه يحتمي به. نعرف أنه حين يتعثر، يعود أقوى، وأجمل، وأشرس. نحن لسنا أسرى للحظة، بل أبناء مسيرة، تاريخها مرصع بـ 15 لقبًا أوروبياً، وعشرات البطولات المحلية والعالمية، وجماهيرها أوفى من أن تهتز لهزيمة.
أما الغطرسة، فهي ليست في الثقة التي يحملها الريال حين يدخل أي ملعب، بل فيمن يعتقد أن نتيجة واحدة تستطيع أن تنسف قرنًا من البطولات.
باريس فاز؟ نعم، نبارك له الفوز، ونرفع له القبعة. لكننا لا ندفن تاريخنا لأجل 90 دقيقة. نحن نثق أن الريال سيعود. فالملكي قد يسقط، لكنه دائمًا ينهض. أما الآخرون، فيفرحون لأنهم أخيرًا استطاعوا إسقاط من ظلّ سنوات يذلّهم.
صوت الشماتة اليوم، ليس قوة، بل انعكاس لمرارة متراكمة من هيمنة الريال التي لا تُنسى.
نحن لا نتهرب من الواقع. نقر بالهزيمة، ونتحملها. لكننا نعلم – كما يعلم العالم – أن الكبير يبقى كبيرًا، وأن الريال لا يُقارن.
الفرق بيننا وبينكم؟ أن قلوبنا بيضاء لا تعرف الانكسار، وأننا نؤمن أن العظمة لا تقاس بعدد الأهداف، بل بقدرة الفريق على النهوض حين يسقط.
والريال... دائمًا ينهض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news